النصيريون في سوريا: فكانت فرنسا بالإضافة إلى ما تقدم من وسائل بريطانيا في عملية التغيير , كانت ترعى طائفة النصيريين الذين سمتهم العلويين ليختلط أمرهم لدى المسلمين . وهذه الطائفة الذين كانوا قد اتخذوا من بينهم إلها وهو (سليمان المرشد) وقد كان راعيا للبقر واتخذ رسولا اسمه (سليمان الميدة) كان يعمل راعيا للجمال , وسليمان المرشد هذا من قرية (جوبا يرغال) شرقي اللاذقية , وكان المستشار الفرنسي يسجد له مع الساجدين ليزيد أتباعه غيا . وقد صنع له جلبابا فيه مصابيح كهربائية تضيء فيسجد له الأتباع !.
أما عن المسلمين في بقية العالم الإسلامي فحدث عنهم ولا حرج , فزيادة عن الجهل المطبق الذي يتضور فيه غالبية المسلمين , شجعت الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا الطرق الصوفية المنحرفة التي لا تفهم من الإسلام إلا العزلة السلبية والصبر على الإتسعمار , لأنه ابتلاء من الله . و التمسح بالقبور وإقامة الأضرحة ورفع الرايات فوقها من أجل التبريكات , و إشغال الشعب بعيد ميلاد المشايخ وتتويجهم ثم الدعوات حول قبورهم والحلف بأسمائهم وإهداء الزهور على أنصابهم.
وزيادة على هذا فقد ابتدعت نبوات جديدة وظيفتها إلغاء الجهاد , وترسيخ الولاء لبريطانيا.
1- ففي الهند: أبرزت (ميرزا غلام أحمد) القادياني. وهذا المتنبىء ولد سنة (1840) في قاديان / وأصيب في شبابه بالهستيريا.. وفي سنة (1884) أعلن حرمة الجهاد ضد الإنجليز في كتابه (براهين أحمدية) .
وفي المرحلة الثانية: أعلن تشبهه بالمسيح سنة (1891) وأصدر ثلاثة كتب (فتح الإسلام توضيح مرام, إزالة أوهام).
وقال: أنه المسيح الموعود.
وفي المرحلة الثالثة أعلن أنه نبي سنة 1900, وقد ادعى أن الله جمع جميع الأنبياء في شخصه.
قال بشير محمود ( أحد الدعاة القاديانيين ): (غلام احمد أفضل من بعض أولي العزم من الرسل ) !!.
ولقد تبعه الكثيرون ليبايعوه على الولاء لبريطانيا. يقول محمود أحمد ( خليفة ميرزا غلام احمد في رسالته : ( هدية لسمو الأمير ويلز نجل جورج الخامس سنة 1931) :
( أنا أرحب بك وأؤكد لك أن الجماعة الأحمدية وفية لبريطانيا وستبقى وفية – إن شاء الله – وإن منهج هذه الجماعة منذ تأسيسها أن تطيع الحكومة القائمة بريطانيا وهذا شرط البيعة فيها ) .
جاء في كتاب ( ترياق القلوب ) لميرزا غلام أحمد : ( لقد قضيت عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية و نصرتها, وألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع لملأ خمسين خزانة . وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وكابل ) .
2- البابية والبهائية في إيران :
وهذا دين آخر رعته بريطانيا وحرصت على نشره روسيا من أجل تمييع العقيدة الإسلامية. و البابية مؤسسها شيعي يدعى ( ميرزا علي محمد الشيرازي ) تلقب بالباب واشتق اسمه من الحديث الموضوع ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ) . وادعى النبوة أولا , ثم ادعى أنه المظهر لله , ثم أسس تلميذه ( البهاء ) دين البهائية .
وفي سنة 1848 عقد البهائية مؤتمر بدشت , وأعلنت البابية نسخ الشريعة الإسلامية بالبابية . ثم أعدم البهاء , وتفرقت جماعته إلى فرق ( في نواحي إيران ) .
ولا يفوتنا أن ننبه إلى أن النواة الأولى لأتباع الباب كان لليهود فيها عدد كبير منهم ... وقد كان قسم من أعمال السفارة الروسية في طهران منحصرا في تهيئة الألواح و تنظيم أعمال البابية .
وقد مرت دعوة البهاء بثلاثة أطوار, الأول ادعى فيه أنه عيسى عليه السلام , ثم ادعى النبوة ثم ادعى الألوهية...