/* */

PDA

View Full Version : The situation without sugar coating!



جوري
04-24-2013, 05:36 PM


  • تماماً وحرفياً , وكواحدة من أنصع دلائل النبوة, حل بالأمة ما أخبر بحصوله صل الله عليه وسلم , فقد روى أبو داود عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثم يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت ).
    فالعالم الإسلامي اليوم يعيش حالة من التسلط الكامل للأعداء على جميع مقدراتهم وسبل حياتهم بشكل فظيع ما مر في تاريخهم مثله . ويتجلى ذلك في مظاهر عدة من أهمها :

    1- تحويل بلاد المسلمين إلى ميدان لنهب الثروات وسوق لتصريف منتجات الأعداء:
    أما نهب الثروات فقد مرت نبذة عنه, وخلاصة ذلك إشراف الإستعمار وعلى رأسه أمريكا وأوروبا الغربية على عمليات استخراج الثروات النفطية والمعدنية وغيرها من الموارد , ثم الإشراف على نقلها وتحديد أسعارها والتجارة بها والاستيلاء على أثمانها في بنوكهم الصليبية اليهودية .
    وفي مقابل ذلك يقوم الغرب المستعمر في بلادنا التي تضم نحو خمس سكان الأرض , بتحويلها إلى سوق لتصريف منتجاته بدءا من الأسلحة والآليات و الكمبيوترات ومختلف منتجات التكنولوجيا , وانتهاء بالصناعات الاستهلاكية العادية من أنواع الأطعمة والملبوسات والمواد الاستهلاكية المصنعة...
    فالمسلمون يستوردون من الغرب حتى الملابس الداخلية و الشباشب .. بل حتى الخبز والورق الناشف, وبالرغم من أن العدو المستعمر يفرض على الدول المستعمرة ومنها العالم الإسلامي أسعار ثرواتها المعدنية و منتجاتها الزراعية والحيوانية. وهي عصب صناعاته وموارد غذائه , بل يفرض عليها قيمة عملاتها الشرائية ; فإنه في الوقت ذاته يفرض أعلى الأسعار والرسوم على منتجاته المصدرة إلينا , .بل وتبلغ المأساة مداها إذا علمنا أن الغرب ذاته وعلى رأسه أمريكا يقوم بعملية منع انتشار التصنيع الحديث و التكنولوجيا , بل وحتى التصنيع المتوسط في معظم بلاد العالم الإسلامي , كي نبقى سوقا لتصريف منتجاته بل إنهم يفرضون حتى السياسات الإقتصادية وبرامج التنمية وخطط الزراعة والإنتاج الحيواني , التي يتحكم بها بالتفصيل صندوق النقد الدولي , بحيث لا تصل بلادنا إلى الاكتفاء الذاتي من الأغذية الأساسية كالقمح والسكر والأرز وغيره. وهناك أمثلة كثيرة صارخة على هذا. فقد منع صندوق النقد الدولي السودان – مثلا - من البدء بمشروع اكتفاء ذاتي بالقمح بعد وصول حكومة ( البشير ) إلى السلطة , ولما أصرت هددها بوقف المساعدات. وأغرتها أمريكا بإمدادها بالقمح لمدة عشر سنوات بقروض غير ربوية. وبكميات من المنح الغذائية على شكل هبات بدون مقابل! وكان الغرض واضح . وهو تحويل الأراضي الخصبة إلى أراضي بور لا تصلح للزراعة. وربط رغيف الخبز في السودان بالقرار الأمريكي.. ويكفي أن نعلم أن مصر التي كانت في العهد الروماني تكفي الإمبراطورية الرومانية من القمح , تعيش اليوم على احتياطي من القمح الأمريكي يكفي المصريين من الخبز لمدة ثلاثة أشهر .. وليس هنا محل سرد الإحصائيات والتقارير. فباختصار يمكن القول بأن الحال الاقتصادي والغذائي والصحي للشعوب الإسلامية مرعب بسبب هذه السياسات .
    *************
    2- تسخير اليد العاملة الإسلامية لخدمة صناعات الأعداء:
    فبسبب سياسات التجويع والحصار وحكومات الظلم ... هاجر من بلاد المسلمين ملايين العمال. ومئات الآلاف العلماء والمثقفين وحملة الشهادات إلى بلاد الغرب ولاسيما أوروبا وأمريكا , ليسدوا ثغرات ضخمة في البنية التحتية لمصانعهم بأبخس الأثمان ...وفوق ذلك فإن الدول الرأسمالية الغربية جميعها ولاسيما الأوروبية قد أنشأت مصانعها المتخصصة في لصناعات البسيطة والمتوسطة في بلاد المسلمين, ولاسيما في مجالات الأغذية والملبوسات والمواد الإستهلاكية تحت مسمى (الماركات) العالمية الشهيرة التابعة لها. لتستفيد من رخص اليد العاملة في بلادنا دون أن تخل بالقاعدة الصارمة المفروضة من قبلهم بأن لا تكون تلك الصناعات من مستوى التكنولوجيا حتى لا تستفيد تلك البلاد من الخبرات الصناعية .
    بل إن نظام التسخير للعمالة - شبة المجانية - من قبل الغرب لليد العاملة في البلاد الإسلامية وبلدان العالم الثالث ولاسيما غير المسيحي , دخل المجال العسكري منذ الحرب العالمية الأولى والثانية .. ويكفي أن نعلم أن وقود المعارك الضخمة التي دارت رحاها في شمال أفريقيا وغيرها من ساحات المواجهة بين دول الحلفاء ودول المحور – كمعركة العلمين وغيرها - كانت من الجنود المجندين من دول المستعمرات ومعظمها دول عربية وإسلامية .. وأن نعلم أن فرنسا خسرت في فيتنام في معركة سقوط ( دان بيان فو), أكثر من 16000من القوات الخاصة كان منهم الآلاف من الجزائريين والمغاربة وجنود المستعمرات الإفريقية وكثير منهم مسلمون ... واليوم تشكل قوات الأمم المتحدة و قوات حفظ السلام في مختلف مناطق التوتر ولاسيما في البلاد الإسلامية من جنود ومرتزقة و متطوعين من المسلمين , أو من قطعات عسكرية ساهمت بها حكومات نوابهم الطواغيت في بلادنا ! وها هي أمريكا اليوم تقوم باستخدام جنود بعض بلادنا لغزو بلاد أخرى , ولما تفتحها , تشكل من أبنائها شرطة و عساكر , تجعلهم درعا واقيا لعساكرها , وتستخدمهم في ذبح أبناء بلدهم المستعمَر ذاته !! كما يجري الآن في العراق .
    بل إن نظام الاستعباد والعمالة المسخرة لخدمتهم وصل إلى مجال الدعارة والترفيه في استيراد نساء المسلمين للترفيه عن جنود المستعمرين الغزاة لبلادنا كما حصل وذكرت بعض الصحف ووسائل الإعلام عن استخدام القوات الأمريكية والغربية في حرب الخليج الثانية لما يسمى بعاصفة الصحراء أو تحرير الكويت لمئات العاهرات من بعض الدول العربية استقدمن بالاتفاق مع حكومات تلك البلاد للترفيه عن القوات الأمريكية والغربية في استراحات معارك عاصفة الصحراء , وهم يحررون الكويت !
    فهذا النظام الاستعبادي الجديد هو اختراع جديد لإعادة نظام العبودية بأسلوب معاصر يتناسب مع العقلية العبقرية لحضارة ما يسمونه الجنس الأبيض الأوربي الأمريكي...

    3- سلب الإرادة لصالح العدو:
    في ظل أنظمة الفراعنة القائمة في بلاد المسلمين , فإن المواطن العادي مسلوب الإرادة . مقهور من قبل السلطة . وحتى رجال الفكر والثقافة والفعاليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فإنهم مسلوبي الإرادة لصالح أجهزة القمع السلطوية المتشعبة . ولا تنتهي هذه المصيبة هنا. فإن حكوماتنا ذاتها مسلوبة الإرادة لصالح إرادة العدو المستعمر, ولاسيما أمريكا وحلفاءها الأوروبيين في ظل النظام العالمي الجديد .
    فلا عقود تجارية ولا نظام تسليح , ولا نظام تحول للسلطة , ولا انتخابات ديمقراطية أو انقلابات عسكرية إلا بإشراف السيد الخفي الظاهر (أمريكا وحلفائها ).
    والأمثلة كذلك تحتاج لمجلدات متخصصة بالتاريخ السياسي للمنطقة العربية والإسلامية .ومن ذلك على سبيل النموذج :
    - هلك حافظ أسد في سوريا سنة (2000م), فحضرت ( أولبرايت ) وزيرة الخارجية الأمريكية - اليهودية - وأشرفت على نقل السلطة , وراحت تتنقل بين القاهرة وعمان ودمشق وتل أبيب , ولم تغادر المنطقة إلا بعد أن صرحت في مؤتمر صحفي بكل وقاحة بأن أمريكا مرتاحة لعملية انتقال السلطة في سوريا! وذلك أن حافظ أسد كان قد رتب خلافته لولده الأكبر باسل ورتبت عقود النفط المستقبلية , كما وقعت اتفاقية التطبيع السرية مع إسرائيل وغير ذلك من المؤامرات باسمه , ولكن باسل اختطفه القدر وهلك في حادث تحطم سيارته فجأة , وتطلع عمه ( رفعت الأسد) للاستيلاء على السلطة ودعمه بعض رؤوس النصيرية , وكذلك تطلع بعض ضباط السنة من حزب البعث الحاكم للسلطة . ولكن حافظ أسد وبترتيب مع أمريكا وحلفائها استدعى ولده الأصغر بشار الذي كان يدرس في بريطانيا. حيث جرى تعديل الدستور لتخفيض عمر الرئيس من 40 سنة إلى عمر بشار 36 سنة وصوت البرلمان السوري في جلسة عاجلة استغرقت نصف ساعة فقط ليحصل الإجماع على ولاية بشار لما مات أبوه! بإشراف أولبرايت رغم أنف الأكثرية من الطائفة السنية المحكومة, والأقلية من الطائفة النصيرية الحاكمة على حد سواء.
    - ومثل ذلك دون أن ندخل في التفاصيل الخارجة عن موضوع الكتاب , نذكر ما حصل من ولاية عهد الملك حسين رغم أنف الأسرة الهاشمية , حيث استبعد أخاه وولي عهده لأكثر من أربعين عاما (الأمير حسن) وعين ابنه (عبد الله) وعدل الدستور كذلك لإزالة شروط تقف في وجه تعيينه ملكا , وتم كل ذلك خلال الدقائق الأخيرة من حياة الملك حسين ..
    - ومن ذلك قتل الملك فيصل في السعودية لما لم يلتزم في بعض مواقفه بما تعهد به أبوه من الولاء فوق سطح البارجة الأمريكية لروزفلت !
    - ومن ذلك اغتيال الرئيس الباكستاني ( ضياء الحق ) والإشراف على تعيين القيادات المتوالية في باكستان وصولا إلى الإنقلاب الأمريكي الذي جاء بـ ( برويز مشرف) ليشرف على الإطاحة بطالبان , ثم أشرفت أمريكا على إعادة نموذج أمريكي للديمقراطية في باكستان لمتابعة لعبة غزوها لباكستان ووسط آسيا والشرق الأوسط. وكما قلنا فالأمثلة كثيرة يضيق عنها المجال. و يكفي أن نعلم أن من المعلومات التي حصل عليها الطلاب الإيرانيون عندما احتلوا السفارة الأمريكية بعيد ثورة (خميني) سنة 1979م أن المخابرات الأمريكية (cia) كانت تدفع أكثر من 250 ألف مرتب شهري لعملاء في منطقة الشرق الأوسط تتراوح مراكزهم من رؤساء دول .. إلى وزراء وقيادات حزبية وسياسية حاكمة ومعارضة على حد سواء ..وتتسلسل المراتب من العملاء , لتصل إلى تجار و فنانين وكناسين في الشوارع !!!.هذا من عالم السياسة.

    ومن الأمثلة من عالم الاقتصاد بعد السياسة :
    - فقد أرادت الحكومة السعودية سحب مبالغ كبيرة من ودائعها لبعض مشاريعها الداخلية , فاعترضت الحكومة الأمريكية بحجة أن الاقتصاد الأمريكي لا يحتمل ذلك , ولم يستطع ( فهد) خلال زيارة قام بها لأمريكا أن يحصل على موافقة من ( ريغان ) وعاد خائبا , في حين أن إدارة ( ريغان) أرادت خفض عائدات إيران من النفط إبان حرب الخليج الأولى مع العراق , فطلب ( ريغان ) من ( فهد) هاتفيا خفض سعر برميل النفط من (40 دولار ) إلى (15 دولار) للبرميل .ومن أجل أن تحافظ السعودية على وارداتها - أو بالأحرى أن تحافظ البنوك الأمريكية اليهودية على مداخيلها من ودائع السعودية - فأمره بزيادة الإنتاج اليومي من (5 مليون ) إلى (10 مليون) برميل . وهكذا خسرت السعودية 10.000.000 × - 25 = ــ 250 مليون دولار. هذا عدا آلاف الملايين من الدولارات التي سببتها من الخسارة لكل الدول الإسلامية المصدرة للنفط, كلما أشرقت الشمس وغربت من أموال المسلمين الذين يموت الملايين منهم جوعا , بل خسرت معها كل الدول المصدرة للنفط في العالم , ولم يكلف ذلك (ريغان) إلا هاتفا فقط !!
    - وأما تدخل المؤسسات المالية الدولية في السياسات المالية والاقتصادية للدول العربية والإسلامية فأشهر من أن ننقل الأمثلة عليه ..
    وقد وصل الأمر اليوم بفقدان الأمة الإسلامية لإرادتها , وسلب العدو لهذه الإرادة , أن يصل ذلك لمجال أخص خصوصيات الأمة , وهو مناهج التربية والتعليم التي تتدخل أمريكا والغرب اليوم فيها , وتملك القدرة على أن تحذف وتضيف فيها ..! ووصل الأمر حتى للخطب في المساجد..! والحبل على الجرار .
    فالأمة الإسلامية مسلوبة الإرادة أمام حكامها ,وحكامها لا إرادة لهم أمام أعدائها .

    4- الإحتلال العسكري المباشر وغير المباشر لكافة بلاد العالم الإسلامي :
    العالم الإسلامي اليوم محتل من قبل مختلف أنواع الكفار ,من اليهود , والصليبيين , والهندوس , والملحدين, والوثنيين ...إما مباشرة وإما بصورة غير مباشرة .
    فبقاع كثيرة ترزح تحت الإحتلال المباشر كالفلبين, وأجزاء من إندونيسيا وبورما , وأجزاء من الهند وكشمير , وتركستان الشرقية , والمقاطعات الإسلامية في روسيا , و القفقاس و الشيشان , والبلقان والبوسنة وكوسوفو, وفلسطين وأجزاء من بلاد الشام , وبقع من المغرب الأقصى ...والعراق أخيرا وليس آخرا.., والسودان التي يبدو أنه قد حان دورها .., والإشارات بوضع سوريا ومصر , وبقاع من جزيرة العرب على القائمة أيضا..
    وأما باقي بلاد العالم الإسلامي قاطبة , فهي تحت الإحتلال غير المباشر من قبل دول الغرب الصليبية بنيابة الحكام المرتدين , وباستحكام الإحتلال الاقتصادي للاحتكارات الرأسمالية الكبرى . وبانتشار القواعد العسكرية البرية والبحرية والجوية في جميع أجزائه , وبشبكة مكاتب الإستخبارات الأجنبية ولاسيما (cia) و(fbi) التي انتشرت في جميع بلاد المسلمين بشكل علني أو بستار المنظمات والمؤسسات المتنوعة .

    5- التبعية الثقافية والفكرية للعدو:
    بسبب مظاهر الإحتلال العسكري والاقتصادي والسياسي والأمني التي ربطت الأمة بعجلة العدو الصليبي اليهودي الكافر في كافة المجالات, جاء دور الإستعمار الفكري والثقافي والاجتماعي .. حيث تسن القوانين وتوضع المخططات وتعقد المعاهدات وتبرمج وسائل الإعلام والتربية والتعليم والثقافة لتغريب مجتمعاتنا وإعادة صياغتها وهيكلتها تبعا لهوى المستعمر. فتارة باسم حقوق الإنسان, وتارة باسم تحرير المرأة , وتارة باسم التطبيع الثقافي , وتارة باسم التطوير الاجتماعي , وأخرى لتحديث المناهج التعليمية , ولبرامج إعادة صياغة المجتمعات .. وهكذا..
    حتى طال تدخل العدو برامج تدريس الأطفال في المرحلة الابتدائية فما فوقها. حيث تتدخل الأمم المتحدة وبرامج اليونسكو , فضلا عن سفارات الدول الغربية في تقرير ما يجوز ومالا يجوز في مواد الدراسة . بل بلغ تدخل الحكومات الطاغوتية بأوامر أسيادها في تحديد ما يقال وما لا يقال في خطب الجمعة حتى منعوا فيها ذكر اليهود والنصارى بالسوء , حتى في السعودية ! بلاد التوحيد المزعومة .
    ناهيك عن ما يسمح بنشره وما لا يسمح في الصحف والمجلات وجميع أوجه النشاط الفكري والأدبي . وقد أجبر الغرب حكومات بلادنا على توقيع معاهدات على برامج اجتماعية تتنافى مع أسس ديننا وأعرافنا وتقاليدنا. ولم تعد أخبار حرب الأفكار التي أعلنها وزير الدفاع الأمريكي ( رامسفيلد ) بخافية على أحد .., هذا ناهيك عما استفحل في مجتمعاتنا من حمى تقليد الغرب اختيارا , في أساليب تفكيره وعيشه وطرق طعامه ولباسه بل وحتى بناء حماماته ودور خلائه ! .
    *************
    والخلاصة:

    باختصار, فإن ن هذا بعض من واقع المسلمين خلال العقود السبعة الأخيرة من القرن العشرين , والذي تدرج فيه البلاء منذ سقوط الخلافة وتجزئة بلاد المسلمين على شكل مستعمرات تحت الإحتلال الصليبي , ثم ما تلا ذلك من مرحلة ما سمي ( حكومات الإستقلال ) إلى أن بلغ البلاء قمته بعد انهيار لإتحاد السوفييتي وتفرد أمريكا وحلفائها في أوروبا الناتو بإطلاق ما سمي ( النظام العالمي الجديد ) منذ مطلع التسعينات وإلى اليوم .
    وكان من المفروض أن يقف لكل هذه الانهيارات حملة الإسلام وحراسه من العلماء والدعاة وما سمي بجماعات الصحوة الإسلامية والحركات الجهادية .. ولكن وكما سنفصل في الفصول القادمة , فقد شهدت العقود الأربعة الأخيرة مخاضا صعبا , كانت خلاصته أن معظم علماء الهيكل الديني المعروف لأهل السنة في كافة بلاد العالم الإسلامي قد توزع إما في متاهات النفاق للحكام والدخول في تبريرات عرجاء من أجل تسويغ خياناتهم للدين وعمالتهم للمستعمرين الجدد , وإما في جحور العجز والتسويغات المعتسفة , من أجل تفادي دفع ضريبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و قولة الحق عند سلاطين جائرين فسقة ظلمة كافرين.
    وأما ما سمي بالصحوة الإسلامية التي انطلقت بعيد سقوط الخلافة بقليل , فقد خرجت من مصادماتها مع حكومات بلادها مقلمة الأظافر مدجنة , تتقاسمها التشكيلات السياسية والحزبية المسماة (إسلامية) ! لتجد لها أمكنة في منتصف الطريق مع الجاهلية , بعد أن انسلخت عن معظم مبادئها وشعاراتها وبرامجها وأفكار مؤسسيها الأوائل رحمهم الله . ليتحول شعارها من كونه ( الله غايتنا والرسول قدوتنا , والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) ليتحول وكأنه صار ( البرلمان غايتها , والديمقراطية الغربية قدوتها , والدستور العلماني دستورها وعليه قسمها , والانتخابات سبيلها , والفوز بالمقاعد في حكومات الكفر أسمى أمانيها !! ) .
    وأما الصحوة العقدية لإعادة المسلمين إلى ما كان عليه السلف الصالح , فقد توزعت جهودها في جدليات الأبحاث والانشغال بمكافحة أنواع البدع ومكافحة القبور والأموات. وانتهت إلى الإرجاء وتقديس الملوك وأولياء الأمر ومكافحة مناوئيهم , وأخذت بحظها من السعي للبرلمانات أيضا .
    وأما الجماعات الإصلاحية والصوفية و التبليغية .. فقد ازدادت عبثية وبعدا عن واقع المسلمين .
    وأما التيار الجهادي المسلح وتنظيماته في بلاد عربية وإسلامية كثيرة . فقد أبلت بلاء حسنا وقدمت وسعها منذ مطلع الستينات , وضحى أفرادها في أجواء قعود الصحوة وخذلانها, وقعود عامة الأمة وضياعهم وتيههم , فانفرد العدو بها وسجل روادها ومجاهدوها أسمائهم في سجلات الشهداء والأسرى والمشردين في سبيل الله , ليكونوا شهود أخدود جديد على أمة مقهورة قاعدة مفككة . أمة نسي معظم شعوبها الله فأنساهم أنفسهم وأعقبهم نكد العيش, وحكومات كافرة بالله محكمة لشرائع أعدائه, وعلماء كانوا السبب الأساسي في تخدير هذه الأمة من بين منافق وعاجز .. ودعاة لما سمي صحوة إسلامية , انتهى كثير منهم دعاة على أبواب جهنم . وهكذا انفردت حكومات الفراعنة بشراذم الجهاديين ذبحا وسجنا وتعذيبا وتشريدا وقهرا.
    وانهارت بؤر الجهاد واحدة تلو الأخرى ولم ينصرم القرن العشرون إلا ومعظم المحاولات الجهادية مفككة مشتتة, تتقاسم من بقي من روادها ثابتا على الطريق متاهات الهجرة والتشريد والغربة , يعيشون أكبر مطاردة لأهل الحق عرفها تاريخ البشرية .
    وانصرم القرن العشرون , وانصرمت الألف الثانية للميلاد , لنستقبل القرن الحادي والعشرين وألفيته الثالثة , ولتفتتحه أمريكا وحلفاؤها من أوروبا الناتو بمخططات جعلت من الإسلام والمسلمين عدوها الإستراتيجي والتاريخي القائم والقادم . ولتتبنى سياساتها على مبادئ صراع الحضارة الغربية النصرانية مع حضارة الإسلام والمسلمين . ولتنطلق الحملات الصليبية الثالثة صراحة وعلنا .
    وصحا العالم على دوي انفجارات الحادي عشر من سبتمبر , قبل أن ينصرم العام الأول من القرن الحادي والعشرين . وابتدأنا ما سمي (عالم ما بعد سبتمبر ) .
    فما هو واقع المسلمين اليوم في ضوء ظروف هذا العالم ؟؟





Reply

Hey there! Looks like you're enjoying the discussion, but you're not signed up for an account.

When you create an account, you can participate in the discussions and share your thoughts. You also get notifications, here and via email, whenever new posts are made. And you can like posts and make new friends.
Sign Up
British Wholesales - Certified Wholesale Linen & Towels | Holiday in the Maldives

IslamicBoard

Experience a richer experience on our mobile app!