حب على أعتاب الجنة

[mariam.]

by virtue of God I wrote this notion about love .. I hope you tell me your opinion about it:

سوق يضج بالناس تفوح على جنباته رائحة توابل هندية ... رحت أسير شادياً و قد تناثرت أشعة الشمس على وجنتي ... أرمق من بعيد منزلي عله يخفف عني بعض حرها اللاذع ...
فتيات يتراكضن هنا وهناك بأثوابهن الفضفاضة تعلوا وجوههن بسمة بريئة ...أسرعت أمشي حتى و صلت منزلي لأجلس تحت ستارته أرقب المارين ... و لكن رائحة جميلة راحت تعبق في الجو رويداً رويداً .. آه ما أجملها من رائحة .. من تراه يكون صاحبها ؟
و من بعيد بدأت أشهد موكبه المترف ... و من يكون غيره " أعطر أهل مكة " مصعب بن عمير ... راح يمر وقد لبس من الثياب ما تنبهر لجماله و ذوقه الرفيع و قد حلي بالذهب عجباً ... أراه يتجه تلقاء مجلس قريش و الحزم قد علا ثناياه و في عينيه بريق تميز به فرغم حياته المترفة و دلاله و نعمته تراه يتقد عقلاً و ذكاء ....
أسمعت ما يقول محمد ..
عجب والله لست أدري من أين له بكلامه الذي يدعي ..
إنه كذاب و مجنون ..
لا وكيف لمجنون أن ينطق بما عجزت عنه الشعراء ..
نعم كما أن محمداً لم يكذب قط ....
إن محمداً لم يكذب قط !! استوقفت تلك الكلمات مشاعراً تحركت في قلبه ... جلس بصمت يرمق كبار القوم الذين خاضوا في حديث طويل يهزأون و يتجادلون يبحثون عن مسلك بعيداً عن محمد.. و لكن مصعب توقف لينظر في نفسه و يتبع الروح النقية التي استودعها الله فيه ...
في ظلمة غرفته راح يفكر يقلب صفحات حياته الخاوية و يقارنها بما سمع عن محمد.. صادق .. أمين ..كيف له أن يكذب ؟
قام مسرعاً يرجوا رؤيته و سماع ما جاء به بنفسه .. خرج من بيته هادئاً و قد تناثرت على جبهته قطرات من العرق الذي راح ينساب و هو يغلق باب منزله بترقب ... ركض سريعاً في طرقات مكة قاصداً دار الأرقم وقد غطى وجهه حذر أن يراه أحداً يشكوه إلى أمه ...
دخل .. ها هو رسول الله .. جلس بين القوم و قد راحت تنساب كلمات رسول الله لتحيي قلبه .. سرت رعشة في جسده الذي ألفى الحق ... استرجع في نفسه لحظات من الماضي لتسيل من عينيه دموع اليقين ..يقين بصدق حبيب الروح محمد
و بين فرحة و عجب القوم بسطت كف رسول الله لتلامس صدره و امتدت يدي مصعب لتنطق شفتاه : أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ...
مضت أيام و هو يتردد دار الأرقم و قد أخفى إيمانه عن أقرب الناس إليه و لكن عيون مكة أبت إلا أن تراه ..
راكض و قد جن من هول ما رأى تلقاء بيت مصعب ..
يا خناس يا خناس بنت مالك ابنك مصعب مصعب..
ماله مصعب هل أصابه مكروه يا عثمان ؟ ..
مكروه و أي مكروه أشد من أن يصبأ...
يصبأ !!! .. أين هو سأثأر للآلهة التي هجرها ..
إنه عند محمد ..
محمد و ما وجد عند محمد ؟ ..
و من بعيد هاهو ذا مصعب يخطوا مسرعاً ليجد حياته التي ألفها قد هجرته لتلقيه سجيناً في بيته و نزعت منه ثيابه و عطوره و حليه ليلبس جلباباً مرقعاً بالياً ... جلس وحيداً ما سبيله الآن ؟ ماذا لو عاد كما كان ؟ هل يكفر بالله ؟ إن فعلها ستعود إليه دنياه التي أحب ؟
و لكن كيف يفعلها و قد لامس الحق قلبه ..نعم إن تسكعت في طرقات مكة و شربت الخمر سأكون جديراً بمرضاة أمي .. و لكن محمداً و هبني الطمأنينة و السلام .. وهبني الحب و الإيمان و الهدف السامي لحياتي ...
و بخطوات ثابته أتته فرصة الهروب من سجنه ليكون صاحب رسول الله في رحلة الإيمان مضت أيام و أيام و هو يدعو و يجاهد فكان أول سفير في الإسلام و تحت ظلال مدرسة النبوة تربى شاباً نشأ في طاعة الله لتنطفأ نجمة في فلك النبوة شهادة في سبيل الله ..
لتفيض عيني الحبيب حناناً و رحمة على رجل صدق ما عاهد الله عليه هطلت دموعه قائلاً : " لقد رأيتك في مكة و ما بها أرق حلة و لا أحسن لمةً منك ثم ها أنت اليوم شعث الرأس في بردة " .......
لربما تكون قصته هي قصة كل منا ... فهل ترانا نقتبس شعلة من نجمه لننير ظلمة قد سادت عالمنا ... عالم المادة ... و النبحث عن قلب هجرناه و لنرجع للمعنى الأبهى لحياتنا .. الحب
" لقد رأيت مصعباً هذا و ما في مكة فتى أنعم عند أبويه منه ثم ترك ذلك كله حباً لله و رسوله " ..