/* */

PDA

View Full Version : باب الجمع بين الخوف والرجاء



Ummu Sufyaan
02-04-2009, 09:29 AM
:sl:

باب الجمع بين الخوف والرجاء
اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفا راجيا، ويكون خوفه ورجاؤه سواء وفي حال المرض يمحض الرجاء، وقواد الشرع، من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظلهرة على ذلك.
قال الله تعالى: ((فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرين)) (الأعراف:99). وقال تعالى: ((انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون)) (يوسف: 87). وقال تعالى: ((يوم تبيض وجوه وتسود وجوه))(ءال عمران: 106). وقال تعالى: ((ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم)) (الأعراف: 122). وقال تعالى: ((ان الأبرار لفي نعيم (13) وان الفجار افي جحيم)) (الانفطار: 13،14). وقال تعالى: ((فأما من ثقلت موازينه. فهو في عيشة راضية. وأما من خفت موازينه. فأمه هاوية))(القارية: 6-9) والايات قي هذا المعنى كثيرة. فيجتمع الخوف والرجاء في ءايتين مقترنتين أو ءايات أو ءاية.
وعن أبي هريرة. رضي الله عنه، أن رسول الله-صلى عليه وسلم-قال: ((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة. ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد)) رواه مسلم. (مسلم: 2700).
وعن أبي سعيد الجدري، رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى عليه وسلم- قال ((اذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم، فان كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وان كانت غير صالحة، يا ويلها، أين تذهبون بها؟ يسمع صوتها كل شييء الانسان، ولو سمعه صعق)) رواه البخاري. (البخاري: 1314).
وعن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى عليه وسلم: ((الجنة أقرب الى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك. رواه البخاري. (البخاري: 2488)

الشرح:
قال المؤلف-رحمه الله تعالى: (باب الجمع بين الخوف والرجاء وتغليب الرجاء في حال المض).
هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الانسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف؛ فمنهم من قال: يغلب جانب الرجاء مطلقا، ومنهم من قال: يغلب جانب الخوف مطلقا. ومنهم من قال: يعنبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء، لا يغلب هذا على هذا، ولا هذا على هذا؛ لأنه ان غلب جانب الرجاء أمن مكر الله، وان غلب جانب الخوف يئس من رحمة الله.
وقال بعضهم: في حال الصحة يجعل رحاءه وخوفه واحدا كما اختاره النووى رحمه االه في هذا الكتاب، وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه. وقال بعض العلماء أيضا: اذا كان في طاعة فليغلب الرجاء وأن الله يقبل منه، واذا كان عند فعل المعصية فيغلب الخوف، لئلا يقدم على المعصية.
والانسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه، اذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله، وأنه مقيم على معصية الله، ومتن على الله الأمانى، فليعدل عن هذه الطربق، وليسلك طريق الخوف.
واذا رأى أن فيه وسوسة، وأنه يخاف بلا ومجب، فليعدل عن هذه الطريق، وليلب جانب الرجء حتى يعدل خوفه ورجاؤه.
ثم ذكر المؤلف-رحمه الله- ءايات جمع الله فيها ذكر ما يوجب الخوف وذكر مايوجب الرجاء، ذكر فيها أهل الجنة وأهل النار، وذكر فيها صفته عز وجل وأنه شديد العقاب وأنه غفور رحيم.
وتأمل قوله تعالى: ((اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم (98) ما على الرسول الا البلاغ))(المائدة: 98، 99)، حيث انه قي مقام التهديد والوعيد قدم ذكم شدة العقاب ((اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم)).
وفي حالة تحدثه وبتان كمال صفاته قال: ((نبئ عبادي أني أنا الغفور رحيم (49) وأن عذابي هو العذاب الأليم)) (الحجر 49،50) فقد ذكر المغفرة على ذكر العذاب؛ لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل، وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه.
ثم ذكر الؤلف أحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الانسان أن يجمع بين الخوف والرجاء، مثل قول النبي- صلى عليه وسلم ((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد)). والمرار لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر، فان المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأنهل الكفر والضلال، لكن حقيقة هذا لا تدرك الان، لا يدر كها الا من وقع في ذلك أعاذنا الله واياكم من عذابه.
((لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد))، والمراد حقيقة ذلك، والا فان الكافر يعلم أن الله غفور رحيم، ويعلم معنى المغفرة، ويعلم معنى الرحمة.
وذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى ذلك مثل قوله: ((الجنة أقرب الى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك)). شراك النعل يضرب به المثل في القرب؛ لأن الانسان لابس نعله، فالجنة أقرب الى أحدنا من شراك نعله؛ لأنها ربما تحصل للانيان بكلمة واحدة، والنار مثل ذلك، ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينها ويزجره، فلما تعب قال: والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله تعالى: (من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان، قد غفرت له وأحبطت عملك)، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وءاخرته، نعوذ بالله.
فالواجب على الانسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب الخوف أو الرجاء، ان رأى نفسه تميل الى التهاون بالواجبات والى انتهاك المحرمات استنادا الى مغفرة الله ورحمته فليعدل عن هذه الطريق، وان راى أن عنده وسواسا، وأن الله لايقبل منه، فانه يعدل عن هذه الطريق الى ما يصلحه في حال الصحة وفي حال المرض.

شرح ریاض الصالحين. للشيخ صالح ابن محمد العثيمين
Reply

Hey there! Looks like you're enjoying the discussion, but you're not signed up for an account.

When you create an account, you can participate in the discussions and share your thoughts. You also get notifications, here and via email, whenever new posts are made. And you can like posts and make new friends.
Sign Up

Similar Threads

British Wholesales - Certified Wholesale Linen & Towels | Holiday in the Maldives

IslamicBoard

Experience a richer experience on our mobile app!