باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح

[Ummu Sufyaan]

:sl:
باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح
عن أبي هريرة- رضي الله عنه – أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)). متفق عليه (البجاري: 37، مسلم: 759)
وعنه - رضي الله عنه- قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يزغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، فيقول: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) (مسلم: 759)
الشرح:
قال رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح سميت تراويح؛ لأن السلف الصالح رضي الله عنهم كانوا يقومون رمضان ويطيلون القياام والركوع والسجود، فإذا صلوا أربع ركعات يعني بتسليمتين استراحوا، وإذا صلوا أربعا استراحوا، ثم يصلون ثلاثا، وهذا يؤيده حديث عائشة رضي الله عنها السبق، كان يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا.
فكان النبي-صلى الله عليه وسلم- يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر فيه بعزيمة، يعني ما يلزم لكنه يرغب، يقول: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)).
وقام النبي-صلى الله عليه وسلم- بأصحابه ثلاث ليل في رمضان، يصلي بهم جماعة، ثم تأخر وقال: ((إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها)) فتركه، وبقي الناس يأتون إلى المسجد يصلون الرجلين والثلاثة كل يصلي مع صاحبه، فخرج عمر ذات ليلة فوجدهم يصلون أوزاعا، فرأى – رضي الله عنه – بثاقب رأيه أن يجمعهم على إمام واحد فأمر أبي بن كعب – رضي الله عنه – وآخر معه أن يصليا باناس إحدى عشرة ركعة، فاجتمع الناس على إمام واحد في التاويح، وبقي المسلمون على هذا إلى يومنا هذا، لكن اختلف العلماء في عدد ركعات التراويح، فمنهم من قال: إجدى عشرة ركعة، ومنهم من قال ثلاث عشرة ركعة، ومنهم من قال: ثلاث وعشرون ركعة، ومنهم من قال أكثر من ذلك، والأمر في هذا واسع، لأن تاسلف الذين اختلفوا في هذا لم ينكر بعضهم على بعض، فالأمر في هذا واسع، يعني نحن لا ننكر على من زاد على إحدى عشرة ركعة، ولا على من زاد على ثلاث وعشرين ركعة. ونقول: صل ما شئت ما دامت جماعة المسجد قد رضوا بذلك، ولم ينكر أحد..

أما إذا اختلف الناس فالرجوع إلى السنة أولى، والسنة أالا يزيد على ثلاث عشرة ركعة لأن عائشة سئلت كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان؟ فقالت: كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إجدى عشرة ركعة. فأما مع عدم الخلاف فإنه يصلي ثلاثا وعشرين أو أكثر، ما دام الناس لم يقولوا خفف، فإذا قالوا: خفف فلا يزيد على إجدى عشرة، أو ثلاث عشرة ركعة. والله الموفق.
شرح ریاض الصالحين. للشيخ صالح ابن محمد العثيمين

[sudais1]