لا شك فى أن كل من سيقرأ هذه السطور إما تعرض أو سيتعرض لنوعية الرسائل التى سأسردها الآن ..
الموضوع يدور حول ثلاثة محاور:
المحور الأول:
الرسائل التى تصلك على الإيميل أو على شكل رسالة أوفلاين بالماسنجر وتخبرك بأنه إن لم ترسل هذه الرسالة إلى 10 أو 30 شخص سوف يحدث لك كذا وكذا ويعطيك أمثلة وهمية لأشخاص تدهورت حياتهم بسبب عدم نشر الرسالة .. مثل هذه الرسائل الغبية ليست ظاهرة حديثة ولا ترتبط بدين معين أو شعب معين بل هى منذ عشرات السنوات وكلها كذب وافتراء .. فلا تمرر مثل هذه الرسائل لأنك بذلك تزيد من نشر إشاعات وإضاعة الوقت.
المحور الثانى:
الرسائل التى تصلك على الإيميل تخبرك ببعض المعجزات التى أثبتها العلم عن الإسلام .. مثلا وجود لفظ الجلالة “الله” مرسوما على جهاز ذبذبات مرتبط بكائن ما .. أو كلمة “محمد” فى برنامج مايكروسوفت إكسل .. أو الربط بين آيات قرآنية وحادثة 11 سبتمبر .. أو تصوير مكة من القمر الصناعى يظهر أضواء .. أو قصة الفتاة التى تحولت لحيوان المعيسلانه عندما ألقت بالمصحف على الأرض .. وغيرها من الأخبار الملفقة والمزيفة! للأسف بعض الذين يلفقون هذه الأخبار من الليبراليين وقد رأيتهم بعينى وهم يتآمرون.
المحور الثالث:
الرسائل التى تحتوى على لينك “وصلة” موقع يشوه صورة الإسلام ويطالب المسلمين بتدميره .. اعلم أنه مجرد نشرك لوصلة هذا الموقع فإنك قدمت خدمة جليلة لأعداء الإسلام لأنك تنشر موقعهم فى كل مكان مما يزيد من شعبيته فى جوجل ويجعله يتصدر المواقع الإسلامية الصحيحة وبذلك يصلون لأهدافهم.
ما هو الحل؟
إن كنت إيجابيا فعليك توضيح هذه الحقائق لأكبر قدر ممكن من الأفراد .. عليك ألا تنشر أى رسالة دون التفكير فى منطقية محتوياتها والتحقق من مصدرها .. إن لم تعلم مصدر الخبر وتتحقق منه فالأفضل لك ألا تنشر إشاعة تزيد المسلمين جهلا ومع الأسف بعض المواقع العربية لا تعتبر مصدرا موثوقا للأخبار .. عموما نشر اسم المصدر يعطى مصداقية أكبر وهى ضرورة فى بعض الأحيان .. ولا تنشر المواقع التى تفترى على الإسلام ولا تطالب باختراقها .. اختراق الموقع معناه لديهم أن صوتهم مسموع وسيخرج لك بدل الموقع 10 و 20 ولن يتوقفوا .. بدلا من أن تضيع وقتك لتتعلم كيفية اختراق المواقع (وهو علم غير موجود أصلا لأن له أصول) تعلم البرمجه وإنتاج مواقع إسلامية صحيحة أو على الأقل أن تخدم مواقع موجودة بالفعل مثل
طريق الإسلام والانضمام لورشة العمل هناك.
لا أطالبك بأن تكون سلبيا بامتناعك عن نشر جميع الرسائل أيا كان محتواها .. لكن فكر قليلا فى المحتوى وفكر فى النتائج المترتبه على نشرها إن لم تجد لها مصدرا ومحتواها غير منطقى .. الذى كتب هذه السطور كان من الذين ينشرون بعضا من هذه الأخبار الغريبة يوما ما.