mariam.
Elite Member
- Messages
- 482
- Reaction score
- 83
- Gender
- Female
- Religion
- Islam
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وددت لو أعرفكم على إنسانة عرفناها منذ ثلاث سنوات فكانت لقصتها الأثر الكبير في نفوسنا
وقفنا عاجزين أمام حبها لله و أمام تضحيتها
قصة أبكت كل من عرفها و أرجو لو يكون لصاحبتها هنا في هذا المنتدى من يدعون لها بالرحمة و القبول من الله تبارك و تعالى
سأروي لكم الآن قصتها التي روتها بنفسها حيث تقول
البداية من هناك من لبنان لم أعد أذكر عن طفولتي
الكثير بيت جدي .. أهلي .. أقاربي .. في المدرسة أدخل حصة الدين مع المسلمين
وفي البيت علقت أمي صليبا كبيرا فوق فراشي
كنت أعرف أني مسلمة و لكني لم أعرف لذلك معنى
حين وطئت أقدامنا نيوزلندا كنت سعيدة جدا
طفلة في العاشرة تجدنفسها تنطلق في ساحات رحبة جميلة متطورة
و بدأت بذور مراهقتي تنبت في أبهة الطبيعة واكتشفت أني جميلة بل فاتنة
وتهافت الفتيان في المدرسة لمصادقتي والفوز برضائي
كان جمالي سلاح بتار حصلت به علي كل ما أردت إلا الأسرة.
فقد انفصل أبي عن أمي ثم تزوج كل منهما ثم رحلا كليهما و تركاني وحيدة
وشعرت بغصة لفَت روحي لفترة ولكنى نفضتها عن نفسي و بدأت حياتي الحقيقة.
كان علي أن أعمل لأعول نفسي وكان جمالي مفتاح لكثير من الأعمال
والكلمات العربية القليلة التي أعرفها تعطيني دلالا ونعومة تفتقدها الأستراليات
ومن بين الشباب الذين حاموا حولي اخترته كان شابا وسيما يافعا تصادقنا وعشنا معا
وذات ليلة وبينما وأنا في عملي في أحد البارات اقترح علي أحد الزبائن أن أدخل مسابقة
الجمال المحلية والتي كان واثقا من فوزي بتاجها وسرحت بخيالي لبعيد
لو فزت سيؤهلني ذلك للمسابقة الوطنية ثم قد أحمل تاج الكون علي رأسي من يدري؟
كانت فكرة مثيرة وكافأت الرجل بسخاء لجعله يزداد تأكدا أن هذا الجسد الجميل يستحق أن يتوج
علي العالم عنوانا للأنوثة والحب
ودخلت المسابقة وفزت فيها فعلا وأصبحت أشهر فتاة في البلدة وأصبحت كل أيامي وليالي صاخبة
يصحبني فيها كل الناس فأظل أشرب وألهو وأتلذذ بكل متعة ممكنة أو غير ممكنة.
شعرت أن الجميع يحسدونني علي ما عندي و أنا عندي الكثير بل وينتظرني ما هو أكثر و كان
صديقي دائما معي
وتنوعت الأعمال التي أقوم بها فلم أعد فتاة البار فقط بل نجحت فى الحصول علي عقد للإعلانات
كما صرت فتاة الغلاف الأكثر إثارة وتفنن المصورون في إبراز مكنونات جمالي و تلاعبوا بأوضاع جسدي حتي تذهب صورتي بلب من يراني وجرى المال في يدي بوفرة
وأتاحت لي الشهرة التعرف علي شخصيات كثيرة في هذا المجتمع
ولأنهم قاموا بنشر تفصيلات كثيرة عن حياتي منها أن أصولي عربية من لبنان اتصلت بي أسر أسترالية من أصل لبناني
واحتفوا بي و كنت أجد في صحبتهم شيئا جميلا بل ورائعا لا أجده في مكان آخر
رغم أن البيوت والناس لا تختلف كثيرا عن الآخرين ربما كان عبق الماضي ورائحة الوطن
كانت الأسر بعضها مسلم والآخر مسيحي وأنا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولم يكن ذلك يمثل لي أي مأزق
وكل أسرة تشعر أني منها ربما لأني مسلمة الاسم مسيحية الأم
هل كان هذا اليوم حقيقيا أم أنني تخيلته كنت مدعوة علي العشاء لدي أحد الأسر اللبنانية الصديقة
أسرة مسلمة كنت أكرههم وأحبهم في آن واحد كنت أختنق في بيتهم
حيث لا أستطيع أن أصطحب صديقي ولكني كنت أرتاح بينهم راحة غريبة
وفي هذه الليلة نويت أن آكل وأنزل فورا لأعود لحبيبي فقد وعدته بليلة من ليالى العمر
وطلبت منه تجهيز كل شيء لحين عودتي .
وجلسنا إلى الطعام وهم يحدثونني عن لبنان وعن أهمية أن أتعلم العربية وأتابع أخبار الوطن
وأنا لا أسمع بل أبتسم في بلاهة جميلة وحتى يثبتوا وجهة نظرهم فتحوا التلفاز علي
الفضائية اللبنانية وتوالت التعليقات و الضحكات و أنا أزفر غيظا وأحاول جر عقارب الساعة لأرحل
وكانت البرامج تجري أمامي على الشاشة و أنا أنظر بلا أذن وأسمع بلا عقل ولكن صمتهم المفاجئ من حولي جعلني أنتبه للشاشة شاب يتحدث التفت إلي جارتي وسألتها قالت هذا الداعية عمرو خالد يتكلم في الدين
وفي رأسي سقطت الفكرة بسرعة أنا مالي وماللدين وأي دين هذا
أنا أريد أن أنهي هذه الجلسة الفاترة لأنهل من البحر الدافئ
ولكن الترجمة الإنجليزية للكلمات صفعتني
هذا الشاب يتحدث عن العفة
العفة ما هذا كلمة جديدة غريبة لها وقع شاذ على اذنى
رحت الملم ثيابى حولى وكأنى عارية وهو يرانى
لست ادرى وجدت أنفاسي تتلاحق وقلبي تضطرب دقاته
العفة معني لم أسمع به من قبل ولكنه جميل نظيف طاهر بريء وأنا لست كذلك
أنا لست عفيفة بل أنا قذرة ملوثة
حاولت أن أنفض رأسي وأستأذن وأهرب ولكن شيء ما سمرني في مقعدي شيء ما جعلني أستمع
للنهاية وأبكي وأبكي وأبكي ويعلو صوت بكائي ونحيبي ولم أعد أشعر بشيء
ولا بأحد أنا قذره عاصية بلا دين ولا هوية أنا جسد ممتهن لا عفة له ولاشرف
أنا سأحترق في النار لن ينفعني جمالي ولن يقبلني الله به
الله
لماذا لم أتذوق طعم الكلمة من قبل أن لها معانى عميقا قوية علي اللسان وفي الأذن وعلى القلب.
لم أعد أدري كيف وصلت إلى منزلي ولا من الذي كان هناك
أنا أذكر فقط جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر
كنت قد التقطت عنوان موقع الداعية ودخلت إليه وظللت أحاول القراءة ولكن الحروف خانتني
فكتبت إليه أخي الأكبر أول رسالة في حياتي أسال فيها عن الله
عن ديني عن ربي عن حياتي وبكل خجل أسأل هل من الممكن أن يتقبلني الله وأكون مسلمة
تصورت انه لن يرد فقد صارحته بكلمات قليلة بحقيقتى وقلت فى نفسى سيحتقرنى ويتقزز منى
ولو وصلتنى اجابة ستكون: من فضلك لا تراسلينا ثانية ولكنه رد على واكثر من ذلك
لقد قال لى ان الله ممكن ان يقبلنى بل وممكن ان افوز بالجنة واصبح مسلمة طاهرة عفيفة
وقال لى ان هذه ليست مجاملة من عنده بل آية فى القرآن
معناها لا تقنطوا او تيأسوا من رحمة الله وبكيت اصبحت دموعى هى سلاحى وتوبتى وندمى
تمنيت ان اظل ابكى حتى اغتسل واتطهر واسمع هاتف السماء يقول لى قد قبلناك
وحين حصلت علي رقم هاتفك
كانت أول مرة في حياتي أسمع من يبدئني بالسلام عليكم ويحييني ويرحب بي
لم اكن اعرف عن دينى كل هذه الرقة وحسن المعاملة
اشعرتنى زوجتك انى شخصية هامة جدا وانكماكنتما تنتظران مكالمتى
انا بعد كل ماكان منى
ووصلتني أشرطة القرآن وظللت أسمعها و أسمعها وأترك صوت القارئ يصدع في زوايا روحي
أغترف من هذا المنهل الذي لا ينضب و تجتاحني السكينة والسعادة
وبدأت أحفظ القرآن لأول مرة في حياتي وحفظت سورة النبأ مع الفاتحة لأصلي بهما بدأت أصلي وأصلي
وكأنني أعوض كل ما فات وأدخر لما لن أناله في اليوم الآت
كيف حرمنى اهلى من كل ذلك كبف لم يشعروا هم ايضا بجمال لحظات السجود بين يدى الخالق
هل أصف نظرات الرعب من الزملاء والزميلات في الجامعة حين دخلت الفصل يلفني حجاب كبير وملابس
فضفاضة
لم يعرفني أحد في البداية ولكن شهقاتهم و تحلقهم حولي جعلاني أراهم للمرة الأولى من هؤلاء كيف كنت أحيا معهم
كانت عيونهم زجاجية فارغة وعلى الوجوه خليط من مشاعر احلاها بغيض
وبدأت أحفظ سورة يوسف النبي العفيف وتحرقني دموعي بين السطور
تدعوه سيدة البيت وتتوعده بالويل وهو يفضل السجن على المعصية والحبس على الخيانة
يا رب أردت أن أعوض سني عمري التائهة و أعمل لخدمة دينك و إعلاء كلمتك ولكن لن يكون إلا ما أردت
و ها أنا ذا اليوم الخميس في المسجد أصلي و أدعو فغدا سأستسلم ليد جراح المخ والأعصاب
ليزيل ورما سرطانيا في رأسي
ربى احببت ان لي إلها حبيبى انت ياربى قد كنت بعيدة بعيدة وما كنت اعرف او اشعر بفداحة خسارتى ومدى بعدى
وحين تعرفت اليك وجدتنى لا الوذ بسواك ولا اسأل سواك ولا اريد من كل هذه الدنيا إلا ان اجعل من حولى يعرفونك يا الله
اريد ان يعرف الجميع حلاوة هذا الشعور بالقرب من الله
لقد جربت فى حياتى كل انواع اللذات الدنيوية التى يلهث ورائها الناس
اعرف الآن انها شئ مختلف انها صرخة الفطرة بداخل كل انسان يضطر اعضائه للمعصية
ويمرغ روحه الكريمة فى الوحل .
تقبلني يا رب هل تقبلني يا إلهي مع من تحب من عبادك هل سأصل يوما إلي أن ترضى عني أن تنظر إلي
أنا الذي نسيتك عمرا مديدا وتعلقت بأعتابك أياما قلائل
ربي كيف كنت محرومة من كل ذلك ما هذا الدفء والإطمئنان
ربى كنت أتمني أن يكون لي الكثير لأمنحه لاهلك و لكن ليس عندي حلالا طيبا إلا مجموعة أشرطة قرآن
وسلسلة من الأحاديث الدينية فتقبلهم مني يا رب وأنا أشهدك من هنا وأشهد
ملائكتك وحملة عرشك أني تخليت عن كل شيء رغبة إليك وحبا في دينك حبا لك يا ربى
ربي إذا قبضت روحي فاقبضي وأنت عني راضي وإذا أرسلتني فأعني علي خدمة دينك و أسألكم جميعا الدعاء
أسأل الله تبارك و تعالى أن يتقبل أختنا سارة بواسع رحمته فقد توفيت بعد أن عاشت في رياض القرب منه لثلاثة أسابيع فقط
تركت فيها كل ما تحب رغبة منها في نيل رضى الرحمن
و نحن من عرفنا الله منذ أيام و أيام ما زلنا نقف أمام رغباتنا دون أن يحركنا الشوق إلى الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام منذ سنوات
]وددت لو أعرفكم على إنسانة عرفناها منذ ثلاث سنوات فكانت لقصتها الأثر الكبير في نفوسنا
وقفنا عاجزين أمام حبها لله و أمام تضحيتها
قصة أبكت كل من عرفها و أرجو لو يكون لصاحبتها هنا في هذا المنتدى من يدعون لها بالرحمة و القبول من الله تبارك و تعالى
سأروي لكم الآن قصتها التي روتها بنفسها حيث تقول
البداية من هناك من لبنان لم أعد أذكر عن طفولتي
الكثير بيت جدي .. أهلي .. أقاربي .. في المدرسة أدخل حصة الدين مع المسلمين
وفي البيت علقت أمي صليبا كبيرا فوق فراشي
كنت أعرف أني مسلمة و لكني لم أعرف لذلك معنى
حين وطئت أقدامنا نيوزلندا كنت سعيدة جدا
طفلة في العاشرة تجدنفسها تنطلق في ساحات رحبة جميلة متطورة
و بدأت بذور مراهقتي تنبت في أبهة الطبيعة واكتشفت أني جميلة بل فاتنة
وتهافت الفتيان في المدرسة لمصادقتي والفوز برضائي
كان جمالي سلاح بتار حصلت به علي كل ما أردت إلا الأسرة.
فقد انفصل أبي عن أمي ثم تزوج كل منهما ثم رحلا كليهما و تركاني وحيدة
وشعرت بغصة لفَت روحي لفترة ولكنى نفضتها عن نفسي و بدأت حياتي الحقيقة.
كان علي أن أعمل لأعول نفسي وكان جمالي مفتاح لكثير من الأعمال
والكلمات العربية القليلة التي أعرفها تعطيني دلالا ونعومة تفتقدها الأستراليات
ومن بين الشباب الذين حاموا حولي اخترته كان شابا وسيما يافعا تصادقنا وعشنا معا
وذات ليلة وبينما وأنا في عملي في أحد البارات اقترح علي أحد الزبائن أن أدخل مسابقة
الجمال المحلية والتي كان واثقا من فوزي بتاجها وسرحت بخيالي لبعيد
لو فزت سيؤهلني ذلك للمسابقة الوطنية ثم قد أحمل تاج الكون علي رأسي من يدري؟
كانت فكرة مثيرة وكافأت الرجل بسخاء لجعله يزداد تأكدا أن هذا الجسد الجميل يستحق أن يتوج
علي العالم عنوانا للأنوثة والحب
ودخلت المسابقة وفزت فيها فعلا وأصبحت أشهر فتاة في البلدة وأصبحت كل أيامي وليالي صاخبة
يصحبني فيها كل الناس فأظل أشرب وألهو وأتلذذ بكل متعة ممكنة أو غير ممكنة.
شعرت أن الجميع يحسدونني علي ما عندي و أنا عندي الكثير بل وينتظرني ما هو أكثر و كان
صديقي دائما معي
وتنوعت الأعمال التي أقوم بها فلم أعد فتاة البار فقط بل نجحت فى الحصول علي عقد للإعلانات
كما صرت فتاة الغلاف الأكثر إثارة وتفنن المصورون في إبراز مكنونات جمالي و تلاعبوا بأوضاع جسدي حتي تذهب صورتي بلب من يراني وجرى المال في يدي بوفرة
وأتاحت لي الشهرة التعرف علي شخصيات كثيرة في هذا المجتمع
ولأنهم قاموا بنشر تفصيلات كثيرة عن حياتي منها أن أصولي عربية من لبنان اتصلت بي أسر أسترالية من أصل لبناني
واحتفوا بي و كنت أجد في صحبتهم شيئا جميلا بل ورائعا لا أجده في مكان آخر
رغم أن البيوت والناس لا تختلف كثيرا عن الآخرين ربما كان عبق الماضي ورائحة الوطن
كانت الأسر بعضها مسلم والآخر مسيحي وأنا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولم يكن ذلك يمثل لي أي مأزق
وكل أسرة تشعر أني منها ربما لأني مسلمة الاسم مسيحية الأم
هل كان هذا اليوم حقيقيا أم أنني تخيلته كنت مدعوة علي العشاء لدي أحد الأسر اللبنانية الصديقة
أسرة مسلمة كنت أكرههم وأحبهم في آن واحد كنت أختنق في بيتهم
حيث لا أستطيع أن أصطحب صديقي ولكني كنت أرتاح بينهم راحة غريبة
وفي هذه الليلة نويت أن آكل وأنزل فورا لأعود لحبيبي فقد وعدته بليلة من ليالى العمر
وطلبت منه تجهيز كل شيء لحين عودتي .
وجلسنا إلى الطعام وهم يحدثونني عن لبنان وعن أهمية أن أتعلم العربية وأتابع أخبار الوطن
وأنا لا أسمع بل أبتسم في بلاهة جميلة وحتى يثبتوا وجهة نظرهم فتحوا التلفاز علي
الفضائية اللبنانية وتوالت التعليقات و الضحكات و أنا أزفر غيظا وأحاول جر عقارب الساعة لأرحل
وكانت البرامج تجري أمامي على الشاشة و أنا أنظر بلا أذن وأسمع بلا عقل ولكن صمتهم المفاجئ من حولي جعلني أنتبه للشاشة شاب يتحدث التفت إلي جارتي وسألتها قالت هذا الداعية عمرو خالد يتكلم في الدين
وفي رأسي سقطت الفكرة بسرعة أنا مالي وماللدين وأي دين هذا
أنا أريد أن أنهي هذه الجلسة الفاترة لأنهل من البحر الدافئ
ولكن الترجمة الإنجليزية للكلمات صفعتني
هذا الشاب يتحدث عن العفة
العفة ما هذا كلمة جديدة غريبة لها وقع شاذ على اذنى
رحت الملم ثيابى حولى وكأنى عارية وهو يرانى
لست ادرى وجدت أنفاسي تتلاحق وقلبي تضطرب دقاته
العفة معني لم أسمع به من قبل ولكنه جميل نظيف طاهر بريء وأنا لست كذلك
أنا لست عفيفة بل أنا قذرة ملوثة
حاولت أن أنفض رأسي وأستأذن وأهرب ولكن شيء ما سمرني في مقعدي شيء ما جعلني أستمع
للنهاية وأبكي وأبكي وأبكي ويعلو صوت بكائي ونحيبي ولم أعد أشعر بشيء
ولا بأحد أنا قذره عاصية بلا دين ولا هوية أنا جسد ممتهن لا عفة له ولاشرف
أنا سأحترق في النار لن ينفعني جمالي ولن يقبلني الله به
الله
لماذا لم أتذوق طعم الكلمة من قبل أن لها معانى عميقا قوية علي اللسان وفي الأذن وعلى القلب.
لم أعد أدري كيف وصلت إلى منزلي ولا من الذي كان هناك
أنا أذكر فقط جلوسي أمام شاشة الكمبيوتر
كنت قد التقطت عنوان موقع الداعية ودخلت إليه وظللت أحاول القراءة ولكن الحروف خانتني
فكتبت إليه أخي الأكبر أول رسالة في حياتي أسال فيها عن الله
عن ديني عن ربي عن حياتي وبكل خجل أسأل هل من الممكن أن يتقبلني الله وأكون مسلمة
تصورت انه لن يرد فقد صارحته بكلمات قليلة بحقيقتى وقلت فى نفسى سيحتقرنى ويتقزز منى
ولو وصلتنى اجابة ستكون: من فضلك لا تراسلينا ثانية ولكنه رد على واكثر من ذلك
لقد قال لى ان الله ممكن ان يقبلنى بل وممكن ان افوز بالجنة واصبح مسلمة طاهرة عفيفة
وقال لى ان هذه ليست مجاملة من عنده بل آية فى القرآن
معناها لا تقنطوا او تيأسوا من رحمة الله وبكيت اصبحت دموعى هى سلاحى وتوبتى وندمى
تمنيت ان اظل ابكى حتى اغتسل واتطهر واسمع هاتف السماء يقول لى قد قبلناك
وحين حصلت علي رقم هاتفك
كانت أول مرة في حياتي أسمع من يبدئني بالسلام عليكم ويحييني ويرحب بي
لم اكن اعرف عن دينى كل هذه الرقة وحسن المعاملة
اشعرتنى زوجتك انى شخصية هامة جدا وانكماكنتما تنتظران مكالمتى
انا بعد كل ماكان منى
ووصلتني أشرطة القرآن وظللت أسمعها و أسمعها وأترك صوت القارئ يصدع في زوايا روحي
أغترف من هذا المنهل الذي لا ينضب و تجتاحني السكينة والسعادة
وبدأت أحفظ القرآن لأول مرة في حياتي وحفظت سورة النبأ مع الفاتحة لأصلي بهما بدأت أصلي وأصلي
وكأنني أعوض كل ما فات وأدخر لما لن أناله في اليوم الآت
كيف حرمنى اهلى من كل ذلك كبف لم يشعروا هم ايضا بجمال لحظات السجود بين يدى الخالق
هل أصف نظرات الرعب من الزملاء والزميلات في الجامعة حين دخلت الفصل يلفني حجاب كبير وملابس
فضفاضة
لم يعرفني أحد في البداية ولكن شهقاتهم و تحلقهم حولي جعلاني أراهم للمرة الأولى من هؤلاء كيف كنت أحيا معهم
كانت عيونهم زجاجية فارغة وعلى الوجوه خليط من مشاعر احلاها بغيض
وبدأت أحفظ سورة يوسف النبي العفيف وتحرقني دموعي بين السطور
تدعوه سيدة البيت وتتوعده بالويل وهو يفضل السجن على المعصية والحبس على الخيانة
يا رب أردت أن أعوض سني عمري التائهة و أعمل لخدمة دينك و إعلاء كلمتك ولكن لن يكون إلا ما أردت
و ها أنا ذا اليوم الخميس في المسجد أصلي و أدعو فغدا سأستسلم ليد جراح المخ والأعصاب
ليزيل ورما سرطانيا في رأسي
ربى احببت ان لي إلها حبيبى انت ياربى قد كنت بعيدة بعيدة وما كنت اعرف او اشعر بفداحة خسارتى ومدى بعدى
وحين تعرفت اليك وجدتنى لا الوذ بسواك ولا اسأل سواك ولا اريد من كل هذه الدنيا إلا ان اجعل من حولى يعرفونك يا الله
اريد ان يعرف الجميع حلاوة هذا الشعور بالقرب من الله
لقد جربت فى حياتى كل انواع اللذات الدنيوية التى يلهث ورائها الناس
اعرف الآن انها شئ مختلف انها صرخة الفطرة بداخل كل انسان يضطر اعضائه للمعصية
ويمرغ روحه الكريمة فى الوحل .
تقبلني يا رب هل تقبلني يا إلهي مع من تحب من عبادك هل سأصل يوما إلي أن ترضى عني أن تنظر إلي
أنا الذي نسيتك عمرا مديدا وتعلقت بأعتابك أياما قلائل
ربي كيف كنت محرومة من كل ذلك ما هذا الدفء والإطمئنان
ربى كنت أتمني أن يكون لي الكثير لأمنحه لاهلك و لكن ليس عندي حلالا طيبا إلا مجموعة أشرطة قرآن
وسلسلة من الأحاديث الدينية فتقبلهم مني يا رب وأنا أشهدك من هنا وأشهد
ملائكتك وحملة عرشك أني تخليت عن كل شيء رغبة إليك وحبا في دينك حبا لك يا ربى
ربي إذا قبضت روحي فاقبضي وأنت عني راضي وإذا أرسلتني فأعني علي خدمة دينك و أسألكم جميعا الدعاء
أسأل الله تبارك و تعالى أن يتقبل أختنا سارة بواسع رحمته فقد توفيت بعد أن عاشت في رياض القرب منه لثلاثة أسابيع فقط
تركت فيها كل ما تحب رغبة منها في نيل رضى الرحمن
و نحن من عرفنا الله منذ أيام و أيام ما زلنا نقف أمام رغباتنا دون أن يحركنا الشوق إلى الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام منذ سنوات
Last edited: