بسم الله الرحمن الرحيم
وأضرب لكم مثالين فقط:
بالأمس، ليس المقصد بالأمس الثلاثاء؛ ولكن كل ما فات فهو أمس، بالأمس كانوا يعيرون مشايخ المدينة خصوصاً والسلفيين عموماً بأنهم ساكتون عن الروافض، وهذا كتبهم ومقالاتهم وأشرطتهم موجودة بأصواتهم بألسنتهم إلى يومنا هـٰذا شاهدة ولله الحمد، كل شيء مسجل وإن شئت أنا أعطيك اسم الشريط ولا تأخذه من تسجيلات سلفية ولا تأخذه من شخص سلفي، اذهب إلى تسجيلاتهم تجد هـٰذا الكلام فيه. طيب يقولون أهل المدينة ساكتين عن الروافض، عن النخاولة عندهم وهمهم كله حرب الدعاة وهذا كذب يعرف ذلك كل من يعرف، المشايخ -ولله الحمد- وما في أحد يكشف عوار الروافض مثل مشايخ الدعوة السلفية ولله الحمد في كل زمان وفي كل مكان، وما أهل المدينة إلا جزء من علماء السلف في هـٰذا العصر، وانظر تجد السلفي في الرياض والسلفي في الشرقية والسلفي في الشمال والسلفي في الجنوب والسلفي في الغرب والسلفي في الشرق كلهم مجمعون على عداوة الروافض ما بين ناشر لكتاب وما بين محذر منهم إذا دعى التحذير منهم في مجلس أو في خطبة، ما بين مبين حال خبث هؤلاء الأقوام في محاضرات إذا دعت الحاجة ونحو ذلك، نعم.
طيب، هَبوا أننا سكتنا عن الروافض خلاص تنزّلنا، هـٰذا القول سلّمنا أنه صحيح وهو من أنكر المنكر؛ لكن سلمنا أنه صحيح، جاؤونا هم، هؤلاء القائلون لهذا القول يطالبون بحقوق الروافض فما بين واحد موقعه في الإنترنت وما بين ثان يطالب به بأشرطة وما بين ثالث يطالب به في الجرائد وما بين رابع يطالب به في القنوات الفضائية، لا حياء ولا خجل من الله ولا من خلقه؛ فهب أننا سكتنا عن الروافض، أيهم شر؟ الساكت عن الرد أم المطالب بنصرة الباطل وأهله؟ وهذا موجود؛ لكن يا ناس أين من يعي، أين من يجتمع، يدمدمون المسائل وخلاص،وعفا الله عما مضى! لا، إما أن تُبتر وإما أن تُحفر حتى يوصل إلى الجلد أو اللحم الأحمر ثم يُحشى بالترياق الصحيح الذي يدفن هـٰذا الجرح ويلتئم على الصفاء، هـٰذا لا يُمكن أن يقبلوه؛
فلأجل ذلك يا معشر الإخوان، هؤلاء حريصون على الإعلام، وحرصهم على الإعلام لم يأتِ من فراغ وإنما لأن مؤسس مذهبهم كان ينادي بذلك، كما هو في كتب الإخوان ومن يقرأ كتاباً واحداً فقط وهو كتاب (الإخوان المسلمون: أحداث صناعة التاريخ) يجد هـٰذا ، يجد الذي سمعتموه أنتم في الآونة الاخيرة من الكذب والغش والخداع وجمع التبرعات باسم جمعيات لا وجود لها أو جمعيات في الاسم في الظاهر أنها للجمعية الفلانية وهم يسرقونها. يقول محمود عبد الحليم: "كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية"
هـٰذا مكتوب، تبرع جمعية تحفيظ القرآن، ورأيتموه قبل سنتين أو ثلاث سنوات، أين تذهب هذه التبرعات؟ لنصرة الذين تعرفون، أصحاب هـٰذا الفكر المنحرف، الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس في فترة من الفترات؛ ولكن الله -جل وعلا- لهؤلاء بالمرصاد والحمد لله الذي كسر شوكتهم وهذه سنة الله في كل خارجي في كل زمان ومكان، كلما خرج منهم قرن كُسر، قُطع، شُف، ما ...، يقطع ، ولا يزالون يخرجون، أنتم كونوا على إياس من أن الخوارج سينتهون، هـٰذا غسلوا قلوبكم منه، أبداً لا يمكن أن يتم؛ لكن كلما ظهر منهم قرن قطع، يقطع مرة واحدة حتى يخرج آخرهم مع الدجال؛ لكن من الذي يقطعه؟ أهل السنة ولله الحمد، هـٰذه الآن الأيام التي مضت رأيتها؛
"كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة مالية رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية.."
تبرعوا للتحفيظ، تبرعوا للتحفيظ، تبرعوا للجمعيات الخيرية، إلخ، وُجدت هـٰذه الصناديق مكذوبة وأن الذي يُتبرع به يذهب إلى من؟ يذهب إلى هـٰذه الأيدي الآثمة والطرائق المشبوهة التي لا تُنتج إلا هؤلاء.
طيب، هـٰذا القول الآن الذي يقوله هؤلاء، هل جاؤوا به من فراغ أو من مؤسسيهم؟ من مؤسسيهم.
"كنا إذا وقع الإخوان المسلمون في ضائقة مالية رفعنا شعار التبرع باسم القضية الفلسطينية.." واحنا مساكين من الابتدائي نتبرع "ريال فلسطين"، "ريال فلسطين"، أتاري ريال فلسطين ماهو لفلسطين! يروح عند الإخوان المسلمين. تذكرون هـٰذا في الصغر؟ مر بكم "ريال فلسطين"؟ كان يمر "ريال فلسطين" تبرعوا لفلسطين، أتاري ريال فلسطين للإخوان المسلمين. وبعدين كلها لهم كما صرح بذلك محمود عبد الحليم ودريشة وعلّام عنهم وإلخ، ... هم، في جيوبهم، مؤلفة قلوبهم، هم، في جيوبهم، الفقراء هم، في جيوبهم، المساكين هم، في جيوبهم، العاملون عليها هم، الماسكين لها في جيوبهم، كل الأطراف الثمانية هم، واحد؛ والله هـٰذا موجود، ما قلته لإضحاكم؛ لكن اقرؤوا كتبهم؛ فغَصّوا يا معشر الإخوان، غصّوا بطائفة قامت عرفتهم من أول يوم ولله الحمد كان لها ثمار، أهل العلم، بيّن مشايخ المدينة وأهل العلم تفهموا، عُرضت عليهم هـٰذه الأشرطة، قالوا مقالتهم، وكان من نتائج ذلك -ولله الحمد- وجود إخواننا هؤلاء والذين أنتم بعضهم -ولله الحمد- الآن الصوت في الرياض السلفي والصوت هنا في الشباب، في طلبة العلم الشباب؛ لأن الشباب له قوة وله اندفاعة وله انطلاقة؛ فإما ان يوجه للخير وإما أن يوجه للشر، فلله الحمد. قبل، أذكر في أول قيام هـٰذه الفتن ما كنت تجد في المدن إلا الواحد والاثنين، الحمد لله فلله الحمد، الآن تنظر تجد في كل بلدة ولله الحمد، ثم تكشفت الأحوال فبان هؤلاء زيادة. الإعلام.
يقول أيضا في هـٰذا الكتاب: "ولقد كان الإخوان المسلمون يعيشون وضعاً شديد العسر حيث تطاعلهم كل يوم الصحف التي تجانب الدولة، كلها تمطر الإخوان بالافتراء عليهم -هكذا يقول طبعاً على حسب دعواه- وكيل التهم لهم، بينما هم لا يملكون صحيفة واحدة؛ فأدرك الإخوان أن الكلمة لها من الوقع في النفوس والتأثير ماهو أشد من البندقية والمدفع، فحرصوا على أن يستغلوا الإعلام، فسعوا في كثير من البلدان للسيطرة عليها؛ فتجد هؤلاء إذا جاء الكاتب منهم، وإذا بعشرات يكتبون معه، كلهم يؤيدون كتابته، هو يطرحهم وراءه؛ لـمَ؟ لأن الإعلام له أثر في الناس. الآن قامت لهم قنوات، وأنتم الذي لا يشاهد يسمع، ولله الحمد السلفيون أهل السنة ما هم متقوقعون، يرون، ويعيشون واقعهم؛ قالوا: الجهل بالواقع، الجهل بالواقع! لما وجدوا السلفيين أعرف الناس بالواقع حاربوهم لأنهم أول ما وقع على بلاهم السلفيون، هم الذين كشفوهم فقامت الحرب على السلفيين؛ لأنهم هم الخبراء بالواقع حقاً.
فالشاهد، لما جاء هـٰذا الباب، الآن ترون قنوات للصوفية، صح ولا لا؟ فضائية. قنوات لمن؟ للورافض، قنوات للإخوان؛ انظر في هـٰذه القنوات، جد لي دجاجة واحدة سلفية تطلع فيها إن كان صح هـٰذا التعبير، ما تجد سلفياً واحداً يدخل هـٰذه القنوات ولله الحمد؛ بينما هم اللي بالأمس أربعة أشرطة في الرد على الصوفية، الآن يظهر في القنوات الصوفية؛ كتاب في الرد على الأشاعرة، الآن يطلع وينصر الأشاعرة، وكتبه موجودة وأشرطته موجودة. أمس يتكلمون ويقولون أنتم ساكتون عن الروافض، اليوم هم الذين يدعون إلى التعايش مع الروافض!
فهؤلاء حقيقة ما عندهم دين ينطلقون منه، وإنما دينهم دينارهم وعقيدتهم عُملتهم ومنهجهم غايتهم التي يرسمون نصرتها، وهي هـٰذا المذهب الذين يسعون إليه، إقامة هـٰذه الدولة المنشودة؛ وهذا الكلام ما جئت به أنا من عندي، هـٰذا صرح به حسن البنا، أول ما قال أن دعوة الإخوان ما قامت إلا لاسترداد الخلافة؛ فهم ساعون من ذلك اليوم لأجل هـٰذا ويتلونون في كل زمان بما يناسبهم؛ فإذا قويت شوكة أهل السنة نافقوهم، وإذا ضعفت شوكة أهل السنة أو ظنوا أنها ضعفت ظهروا؛ ففي حرب الخليج الثانية، حرب الكويت، ظنوا أن أهل السنة انتهوا، ما عاد فيه إلا الإخوان، هـٰذه دولتهم، خلاص ظهروا؛ لما احبط الله كيدهم ورد باطلهم وكشف عوارهم وأطفأ نارهم وأبدى مخازيهم رجعوا هم الآن، اللي أمس يقولون على السلفيين أنهم عملاء وأنهم عند الولاة، هم أول واحد تجدهم هم عن الولاة!
يا معشر الشباب، الذي أدعوكم له أن تتفكروا في هـٰذا وأن تتدبروا وأن تلازموا إخوانكم الذين عاشوا هـٰذه الفترة ومرت بهم وعرفتهم، تستفيدون منهم، هـٰذا باب.
الباب الآخر ونختم به، مع هـٰذا أهل السنة ماشون مشياً متوازياً تحذيرهم من الباطل وفي نفس الوقت تربية، تعليم، تدريس؛ فلا يستهـين الوقت يذهب؛ نعم الرد على البدع جهاد، من أعظم أبواب الجهاد والقائم به مجاهد والواحد يحيي الله به أمة. شيخ الإسلام كان واحد لحاله فأحيا الله به الأمة ولا نزال نستفيد من كتبه إلى يومنا هـٰذا.
نعم فالشاهد، هـٰذا البناء لابد أن يقوم باعتدال، يقوم بتوازي، تحذير من الباطل وأهله وفي الوقت نفسه لا يهمل الأبناء تضرب فيهم العيوب
يا معشر الشباب، يا معشر الإخوان، العلماء موجودون فانتهزوها فرصة، اقرؤوا عليهم، اقرؤوا على أيديهم، حصلوا قبل أن يذهبوا فتندموا عليهم.
أقرأ لبعض هؤلاء في بعض رسائلهم عدد يقول: "وللأسف لم يحصل لي الشرف للتتلمذ عليه". الله يقطع دابر العدو! أنت تعيش عنده في الرياض، ايش اللي منعك ما تتلمذ عليه؟! ليش؟ التوجيه الحزبي، ونحن عشنا في الرياض، أنا أعرف الرياض ما هو من اليوم، أعرفه وأنا طفل، كنت أقيل تحت جبل ابو مخروق عند غنم شميتان في رمضان، أنا أعرف الرياض قطعة قطعة، وحدّ الرياض شمالاً كان وزارة الداخلية الآن، في المطلاع هـٰذا، ما تزيد عنه الرياض.
فالشاهد، هذا الأمر حينما تنظر تتأسف، "ما حصلت لي الفرصة "، هل أنت في خراسان أو في نيسابور أو في الأندلس أو أنت في عدن أو أنت في شمال تترستان ؟!! أين أنت؟ أنت تعيش معي في الرياض! إيش المانع؟ المانع، كما قلت لكم أنا أعلم، سمعته أذناي ووعاه قلبي ورأته عيناي، كانوا يقولون لا تأتون بالشباب للمحاضرة لا لا بس خلوا وقت الأسئلة عند الشيخ -الله يغفر له- إذا توفر باقي وقت تأتون بهم لأنهم يعدون أسئلة ويأتون يطرحونها على الشيخ، والشيخ عالم؛ النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا بشر أقضي لكم على نحو مما أسمع، فمن كان ألحن بحجته من بعض قضيت له؛ فمن قضيت له بشيء من مال أخيه فإنما أقطع له قطعة من نارٍ إسطاما، فمن شاء فليأخذها ومن شاء فليدعها)) كما جاء في الصحيح؛ فهذا هو المقصد: هم لا يقولون هـٰذا، ليش؟ لأنهم إذا جاؤوا بالشباب، جاؤوا بالناشئة إلى هؤلاء العلماء، بينوا لهم وكشفوا لهم، فهم في حماية ولأجل ذلك سَهُل في المراحل السابقة التي كانت ومضت، سهُل عليهم اصطايدهم أما الآن فلله الحمد والمنّة، نرى هـٰذه الوجوه ونرى إخواننا أينما توجهنا، نرى إقبالاً على السنة، نرى ولله الحمد إخواننا الأساتذة طلبة العلم ولله الحمد ممن نفع الله بهم في جميع أصقاع المملكة فجزاهم الله خيرا
وأسأل الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالىٰٰ- أن يبارك لي ولكم في أعمارنا جميعاً وأن يوفقنا وإياكم لاتباع سنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن يجعلنا ممن ينهل من العلماء الموجودين، علماء السنة بين يديه قبل أن يفوتوا عليه، كما نسأله -سبحانه وَتَعَالىٰٰ- أن يرزقنا الفقه في الدين والثبات على الهدى حتى نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ولعلي أكتفي بهذا عن هذا السيل من هـٰذه السؤالات وهذا السيل الباقي وصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نبينا محمد.
تم بحمد الله