شخصان يستحقان الاحترام: شخص يسعى في نشر الحقيقة لانه يعرفها. وشخص يبحث عنها لانه لا يعرفها.
لا..لا..لا.. صرخة خرساء! تعصف في داخلي .. لم استطع انقاذها..كنت اخشى على السر ان ينكشف! وامام الصندوق البني..خارت قواي..ولم اتمالك نفسي..سقطت على ركبتي.. وانهمكت في بكاء شديد..واخذت اصرخ..واصرخ..ولكن في اعماقي!! لم اكن اشعر بمن حولي..كانوا كلهم واقفين..ويقرؤون كلاما لا افهمه ..ولكني وحدي..وحدي فقط ..من يعرف السر المكنون في ذلك الصندوق!! كنت عاجزه عن كل شيء.. الا عن البكاء..والنظر الى داخل الصندوق البني ..حتى حملوه من بين يدي..حملوه..وانا انظر ..لا اقوى على شيء..كانت نظراتي تلاحقه..وصرخة مخنوقه في صدري: لا..لا..لا.. انه لنا..انه منا..مالكم وله؟! اتركوه..اتركوه..ات.. واختفى ذلك الصندوق عن نظراتي العاجزه..ومضوا به الى مكان البعيد..وهناك..دفنوه..ودفنوا معه السر المكتوم!! نعم..وللحكاية بدايه..
اعترف لكم.. لم اكن اعرف قدر ماعندي..كنت ظامئه والماء بجانبي ..حائره والنور في داخلي..اركض خلف السراب..لم اكن اتوقع ان الذي ابحث عنه قد كان معي..قريبا مني..لم اشعر يوما ما انني امتلك كنزا لا يساوم بثمن..لم اكن ادرك شيئا من ذلك..حتى التقيت بها! في معهد الكمبيوتر..جمعتنا مقاعد الدراسه..في العشرين من عمرها..متوسطة الطول..بيضاء..جميله الملامح..يزينها شعر اشقر..ولها عينان خضروان..كانت هادئه الطبع ..حسنة الخلق..انجذبت نحوها كثيرا..قررت ان اتعرف عليها اكثر. اقتربت منها.. مرحبا..انا ((ناديا))..ما اسمك؟ اسمي((مايا)).. ((مايا))!! هذا يعني انكِ..!! نعم ..نصرانيه.. لا يهم..لا يهم ..المهم ان نكون صديقتين..وكان اللقاء ..وكانت الصداقه.. كانت طباعنا متقاربه..توافقنا في كل شيء..والعجيب ان مولدنا ايضا كان في يوم واحد! كنا لا نكاد نفترق..نجتمع دائما اما في المعهد..واما في النادي.. كانت تحب لعبة الاسكواش والتنس..واما انا فكنت اهوى ركوب الخيل..واتدرب كثيرا..حتى اصبحت فارسه ماهرة! ركبت معي ((مايا)) ذات يوم على الفرس..لكنها سقطت.. ايام جميله حقا ..وذكريات لا تنسى..لو استطيع ان ادير عقارب الزمن الى الوراء لفغلت..ولكن هيهات.. كنت ازورها كثيرا في منزلها..وهي ايضا..كانت تمكث معي في بيت جدتي الساعات الطوال..حتى ان جدتي احبتها كثيرا..
استهواني الدين النصراني..كنت اريد ان اعرف عنه كل شيء..ذهبت معها اكثر من مره الى الكنائس..كنت اسال عن اشياء لا افهمها..وتجيبني عنها في ايجاز..اما هي فكانت تجلس صامته..وعلى وجهها ملامح الحيرة..طلبت مني ذات يوم ان اذهب معها الى الكنسيه..لنؤدي صلاة عيد القيامه..لم امانع ابدا!! كانت جذوري غير راسخه..لم اكن اعرف قدر ماعندي!. ذهبت معها..كانت تختلس النظر الي ..تريد ان ترى ردة فعلي..لم اعلق على شيء..كان الذي يدور امامي طلاسم محيرة..لا استطيع فهمها.. وهي ايضا..كنت المح في عينيها نظرات حائره.. في اليوم التالي..زرتها في منزلها..تحدثنا كثيرا..وضحكنا كثيرا..لم نكن نحسب للزمن حسابا..المهم ان نبقى معا..وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها بعض الكتب التي تتحدث عن النصرانيه..دفعني الفضول الى طلبها من صديقتي..فوافقت.. اخذت تلك الكتب معي الى المنزل ..وانا في شوق الى قراتها..فقد كنت احب ان افهم هذا الدين المليء بالالغاز. دخلت المنزل..وسلمت على جدتي..وجلست اتحدث معها.. كم احبها..فهي الصدر الحنون الذي اوي اليه بعد ان انشغل عني والداي!. في اثناء الحديث..وقع نظر جدتي على تلك الكتب..ودهشت عندما رات الصليب مرسوما على الغلاف...نظرت الي في حده..وثارت في وجهي..وصرخت بصوت عال..وسبتني سبا شديدا لم اسمعه منها من قبل. ثم حملت الكتب ورمت بها في وجهي..مالها؟! لم ارها غاضبه من قبل ..لم اكن اعرف ماذا يجري..وكل ما ادركته ان احضاري لهذه الكتب امر مزعج..وخطا كبير..اعتذرت الى جدتي ..وفي اليوم التالي ارجعت الكتب الى ((مايا))..وقلت لها انني قد قراتها.. كان هذا خيرا لي..فقد كانت جذوري غير راسخه..اجهل الكثير عن ديني ..واتجاوز حدوده ..لم اكن اعرف الحجاب ..وافرط كثيرا في الصلاة..وفي غرفتي كم هائل من اشرطة الغناء العربيه والاجنبيه..وعلى جدراتها صور كثيره لاهل التمثيل والغناء..وفي النادي امضي الساعات الطويله امتطي صهوة الحصان..وفي نفسي جوانب مظلمه..لا اريد ان يراها احد..اخفيها دائما عن الناس..واحاول اخفاءها حتى عن نفسي!!. كان الشيء الوحيد الذي يربطني بالاسلام..انني كنت اذهب كل جمعه الى المسجد لاشهد صلاة الجمعه مع المسلمين!! وفي ذات يوم..بعد صلاة الجمعه..رجعت الى المنزل..ووجدت صديقتي((مايا)) جالسه مع جدتي تنتظرني..جلسنا معا نتحدث..ثم انصرفت جدتي لتعد الغذاء..اقتربت مني((مايا))..وقالت لي: انها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الاسلام..قلت لها: ولماذا؟ قالت: انها تود ان تعرف بعض المعلومات عن الاسلام..اعتذرت لها..فلم يكن عندي شيء من الكتب الدينيه!!..ولكني وعدتها بان احضر لها ماتريد.. في اليوم التالي..ذهبت الي بيت والدي..وبحثت في مكتبته..فلم اجد شيئا سوى ((القران الكريم بالتفسير))..فاخذته وانصرفت..ولم يعرف والدي او والدتي انني جئت الى المنزل..ولم انتظرهما حتى يعودا من العمل! حملت((المصحف المفسر)) الى صديقتي((مايا))..اخذته من في لهفة..وشكرتني كثيرا على ذلك..ثم افترقنا.. في صباح اليوم التالي..ذهبت الى المعهد..وكلي شوق للقاء صديقتي..ولكنها لم تحضر!!..اتفحص وجوه الطالبات..ولم ار((مايا))..ماذا جرى؟! ازدادت مخاوفي..وذهبت بي الظنون كل مذهب.. في اليوم الثالت: لم تحضر((مايا))..ما الذي حدث؟!..اين هي الان؟!..هل.....؟ قطعت التساؤلات..وقررت ان اذهب الى منزلها..لاطمئن عليها..طرقت الباب..فاذا بصديقتي تستقبلني.. ((مايا)) الحمدلله..انت بخير..لقد.. لم تدع لي الفرصه للحديث..ولم تجبني عن شيء..ابتسمت لي..واخذت بيدي..وخرجت بي مسرعه..وذهبنا الي بيت جدتي..وكانت جدتي غائبه عن المنزل.
yu read it dats owke am sharin it with my brothers and sisters who dont know you get wat i mean sister
------------------------------------------------ الجزء الثالث من وداعا مايا
في بيت جدتي .. تحدثنا قليلا..ثم انصرفت لاحضر العصير..رجعت اليها..فاذا بها مطرقة الراس..غارقه في تفكير عميق.. شعرت بانها تخفي شيئا..سر كبير يناديني من وراء تلك العينين الحائرتين..اقتربت منها...همست اليها..((مايا))..مالك يا صديقتي؟!..
رفعت راسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموع..وقالت: تعبت يا ((ناديا)) تعبت..
من اي شيء؟
صراع مرير يعصف في داخلي! يكاد ان يقضي علي.. اصبحت اكره حياتي..واكره وجودي في هذه الحياة!
((مايا))..مالذي جرى؟ لم تكوني ابدا هكذا..لماذا هذا الشعور الغريب؟..لماذا يا ((مايا))؟
نظرت الي ..وقد جرت على وجنتيها دمعتان..مسحتهما بكفيها..وقالت:
ساخبرك يا ((ناديا)) ..ساخبرك عن كل شيء.ولكن..!
ولكن ماذا؟
اتقسمين لي بان يكون الامر سرا بيننا..والا تبديه لاحد مهما يكن..
اقسمت لها حتى اطمانت.. عندها استجمعت قواها..وكانها تحاول ان تضع عن كاهلها حملا ثقيلا..عدلت من جلستها..ونظرت الي..وقالت:
ناديا..اريد ان ادخل في دين الاسلام!
عقدت الدهشه لساني..وقعت كلماتها علي كالصاعقه..ادركت خطورة الامر..صرخت بها:
ماذا؟!!
تسلمين؟!..الاسلام؟!
اما تدركين خطورة هذا القرار؟!
ماذا لو علم اهلك بهذا؟
سوف يقتلونك..حتما سيقتلونك..
نظرات الرجاء في عينيها ..تكسرت شيئا فشيئا..اطرقت راسها ..ووضعت وجهها بين كفيها ..وانهارت في بكاء شديد..ثم ..تحشرج صوتها..واخذت تردد:
حتى انتي يا ((ناديا))..حتى انتي ياصديقتي!! لا تريدينني ان ارى النور!
لا احد يريد ان ياخذ بيدي..رحماك يارب..
اه مما انا فيه ..كزورق تائه..تتقاذفه الامواج..ولا من معين..رحماك يارب رحماك..وغرقت في بحر من الدموع..وانا مازلت حائره!!..افكر فيما ارى واسمع..ومخاوفي تزداد على صديقة العمر..عالم مجهول ينتظرها!! قرارها هذا قد يفرق بيننا الى الابد ..بل..قد يفرق بين روحها وجسدها!!..
اه..ما ابشع المنظر عندما تصورتها جثة هامده..وقد قتلها اقرب الناس اليها! لن يرحموها ابدا ..لن.. نشيجها المتصاعد..يقطع علي مخاوفي المفزعه..يكاد البكاء ان يقضي عليها ..اهاتها الحرى تقطع نياط قلبي..ونظراتها العاجزه تتوسل الي..لمحت في عينيها صدق الرغبه..ايقنت انها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه..وانا ايضا..اتخذت قراري..
اقتربت منها..احتضنتها..الى صدري بشده..وقلت لها:
لا عليك ياصديقتي..لا عليك ليكن لكي ما تريدين..
لن اتخلى عنك مهما كلف الامر..
ساكون معك ..والله معنا..