إنْ كَانَ تَابِعُ أَحْمَـدٍ (2) مُتَوهِّبًـا (3)
فَـأنَـا الْمُـقِـرُّ بِأَنَّـنِـي وَهَّـابِـي

أَنْفِي الشَّرِيْكَ عَنِ الإلَـهِ فَلَيْـسِ لِـيْ
رَبٌّ سِــوَى المُتَـفَـرِّدِ الـوَهَّـابِ

لا قُـبَّـةً تُـرْجَـى وَلا وَثَــنٌ وَلا
قَبْرٌ لَـهُ سَبَـبٌ مِـنَ الأسبَـابِ (4)

كَـلا وَلا شَـجَـرٌ وَلا حَـجَـرٌ ولا
عَينٌ (5) وَلا نُصُبٌ مِنَ الأنْصَابِ (6)

أيضًـا وَلَسْـتُ مُعَلِّـقًـا لِتَمِيـمَـةٍ
أوْ حَلْقَـةٍ أوْ وَدْعَـةٍ (7) أوْ نَــابِ

لِرَجَـاءِ نَـفْـعٍ أوْ لِـدَفْـعِ بَلِـيَّـةٍ
اللهُ يَنْفَعُنـي وَيَـدْفَـعُ مَــا بِــي

وَالابْتِـدَاعُ وَكُـلُّ أمْــرٍ مُـحْـدَثٍ
فِـي الدِّيـنِ يُنْكِـرُهُ أولُـو الألبَـابِ

أرْجُــو بَـأنَّـي لا أُقَـارِبُــهُ وَلا
أرْضَاهُ دِيْنًـا وَهْـوَ غَيـرُ صَـوَابِ

وَأُمِرُّ آيَاتِ الصِّفَاتِ( 8 ) كَمَـا أَتَـتْ
بِخِـلافِ كُـلِّ مُــؤوِّلٍ مُـرْتَـابِ

وَالاسْتِـواءُ فِـإِنَّ حَسْـبِـي قُــدْوَةً
فِيـهِ مَقَـالُ الَسَّـادَةِ الأقْطَـابِ (9)

كالشَّافِعـيِّ وَمَالِـكٍ وَأَبِـي حَـنِـيْـ
ـفَـةَ وَابْـنِ حَنْبَـلٍ التَّقِـيْ الأَوَّابِ

وَكَـلامُ رَبِّـي لا أقُـولُ : (عِبَـارَةٌ)
كَمَقَـالِ ذِي التَّأوِيـلِ فِـي ذَا البَـابِ

بَلْ إنَّهُ عَينُ الكَـلامِ (10) أَتَـى بِـهِ
جِبْرِيـلُ يَْنسَـخُ حُكْـمَ كُـلِّ كِتَـابِ

هَذَا الَّـذِي جَـاءَ الصَّحِيـحُ بِنَصِّـهِ
وَهْـوَ اعْتِـقَـادُ الآلِ وَالأصْـحَـابِ

وَبِعَصْرِنَـا مَـنْ جَـاءَ مُعْتَقِـدًا بِـهِ
صَاحُوا عَلَيـهِ : (مُجَسِّـمٌ وَهَّابِـي)

جَاءَ الحَدِيثُ بِغُربَـةِ الإسْـلامِ فَـلْـ
ـيَبْـكِ المُحِـبُّ لِغُربَـةِ الأحبَـابِ

هَـذَا زَمَــانٌ مَــنْ أرَادَ نَجَـاتَـهُ
لا يَعْتَـمِـدْ إلا حُـضُـورَ كِـتَـابِ

خَيـرٌ لَـهُ مِـنْ صَاحِـبٍ مُتَجَـهِّـمٍ
ذِي بِدْعَةٍ يَمْشِي كَمَشْي غُـرَابِ (11)

مَهمَا تَـلا القُـرْآنَ قَـالَ : (عِبَـارةٌ)
أيْ أنَّـهُ كَمُتَرجَِـمٍ لخِـطَـابِ (12)

وَإذَا تَلا آيَ الصِّفَاتِ يَخُـوضُ فِـي
تَأوِيلِهَـا خَوضًـا بِغَيـرِ حِـسَـابِ

فَاللهُ يَحْمِيـنـا وَيَحْـفَـظُ دِيـنَـنَـا
مِـنْ شَـرِّ كُـلِّ مُعَـانِـدٍ سَـبَّـابِ

وَيُؤيِّـدُ الدِّيـنَ الحَنِيـفَ بِعُصْـبَـةٍ
مُتَمَسِّكِـيـنَ بِـسُـنَّـةٍ وَكِـتَــابِ

لا يَـأخُـذونَ بِرَأيـهـمْ وَقِياسِـهِـمْ
وَلَهمُم إلـى الوَحييـنِ خَيـرُ مَـآبِ

لا يَشْرَبُـونَ مِـنَ الْمُـكَـدَّرِ إنَّـمـا
لَهُـم مِّـنَ الصَّافِـي أَلَـذُّ شَــرَابِ

قَـد أخْبَـرَ الْمُختَـارُ عَنهُـمْ أنَّهُـمْ
غُرَبـاءُ بَيـنَ الأَهْـلِ وَالأصحـاَبِ

في مَعْزِلٍ عَنهُمْ وَعَنْ شَطَحَاتِهمْ (13)
وَعَـنِ الغُلُـوِّ وَعـنْ بِنَـاءِ قِـبَـابِ

سَلَكُوا طَرِيق َالسَّابقِينَ عَلَـى الهُـدَى
وَمَشَـوا عَلَـى مِنْهَاجِهِـمْ بِصَـوابِ

مِن أجْـلِ ذا أهْـلُ الغُلُـوِّ تَنَافَـرُوا
عَنْهُـمْ فقُلْنَـا : (لَيـسَ ذَا بِعُجَـابِ)

نَفَـرَ الَّذيـنَ دَعَاهُـمُ خَيـرُ الـوَرَى
إذْ لَقَّـبُـوهُ بِـسَـاحِـرٍ كَـــذَّابِ

مَـعْ عِلْمِـهِـمْ بأمَـانَـةٍ وَديِـانَـةٍ
وَصِيانَةٍ فِيـهِ وَصِـدْقِ جَـوَبِ (14)

صَلَّى عَلَيـهِ اللهُ مَـا هَـبَّ الصَّبَـا
وَعَلَـى جَمِيـعِ الآلِ وَالأَصْـحَـابِ