كانت دينا جالسة ً على السرير, تفكر فيما حدث هذه الأيام. لماذا أصبحت حياتها صعبة هكذا ؟ كم رجلاً سيكسر قلبه من أجلها؟لم يكن خطأها و لكن كلما ذهبت إلى أيّ مكان, أخذ رجالا يحبُنَها و لو كانت عابرة في حياتهم. و إذا ابتعدت لوقت طويل, جنوا. هي رشيقة, ستغيب من حياتهم فتكسر قلوبهم.
الآن, في السنة الأخيرة من الجامعة, كشف زميلها سامر عن احساسه أنه يحبها و يريد أن يتزوج بها و لذلك سألها أن تكون صديقته و تقضي معه وقتا. و هكذ كل يوم!
و هي لم تجيبه, فقط لا تعلم. هل هذا كان عملا صحيحا أم يجب أن تقول لا ليس ممكنا؟
و لكن لماذا تقول لا يمكن بينما هي لا تعرف ماذا في مستقبلها و من ستتزوج ومن الممكن أن تتزوج بسامر؟
و كانت تفكر فى هذا عندما سمعت جوالها, رأت الرقم ثم ردت, "هالوا هدى, كيف حالك, ما أخبارك؟"
قالت لها صديقتها هدى" اياكى أن تخبريني أنك ستجعلينني انتظرك مرة اخرى!".
قالت دينا آه!, و نظرت إلى الساعة و لم تعرف ماذا تقول لأنها تأخرت على الموعد.
"نسيت مرة ثانية, أليس كذلك! ياليتنى اعرف مابك هذه الأيام, انتهت الامتحانات منذ زمن."
ردت دينا "سأكون هناك بعد قليل.". ثم وضعت الجوال في الحقيبة و ربطت شعرها المسترسل. آنذاك أخذت حقيبتها و خرجت من البيت. أخذت فى الركود أقل من ربع ساعة و حبت الهواء الذي يمر على وجهها عندما تجرى السيارة و كيف ساعدها أن تنسى مشكلاتها!
***
عندما قابلت دينا صديقتها في السوق, حكت لها قصتها و لمّا انتهت, قالت هدى, " يا ربي, رأيت كيف ينظر إليك سامر! كم هومجنون بك."
"قالت دينا ليس هو فقط,الولد الذي يعمل في المكتبة أيضا ينظر إليّ توقاً. كوثر أيضا شعرت بهذا! ماذا سأفعل؟"
قالت هدى" هل فكرت في الحجاب؟ ". "عرفت أنه يجعل الرجال تبقي بعيدا."
نظرت دينا إلي الحجاب الذي لبسته هدى و فكرت, ما الفرق الذى سيحدث إن غطيت شعري؟ ارتعشت رأسها و قالت, "في الحقيقة, لا أستطيع, ليس الآن. لا أظن أنني أستطيع أن أحصل على عمل إن لبست حجابا و يجب أن أستلم علي الحجز."
قالت هدى "و لكن الوشاح لن يحدث فرقاً كبيراً في الحصول على فرصة عمل,".
هزت دينا كتفيها. "لا أعرف, هو لا يعجبني: تغطية الشعر, لا يفعلها أحد من عائلتي."
"ربما سيجعل البنين لا يرغبونك ."
فكرت دينا فيما قالت هدى و لكن لم تستطع أن تأخذ هذه الخطوة العظيمة. يجب أن تغير ملابسها أيضاً و أن تلبس الملابس الفضفاضة, كما تلبس هدى, و هو سيكون تغيرا كبيرا, ماذا سيقول أهلها؟ أخيراً قالت, "أشكّ فىهذا, الناس يقولون إنها عيوني التي تأثر الناس, لا أدري ماذا يرون فيها: أراها عاديّة."
"حسناً. ما رأيك في النظارات؟ رأيت بعض الاشكال الجميلة منها."
بعد التفكير قالت دينا, "أظن أنني استطيع أن أجربها."
فذهبت البنتان إلي سوق النظارات.
***
فى يوم التالي في الجامعة
قال سامر حينما دخلت دينا إلي الجامعة"نظارتك جميلة جدا! إنها تبرزك من المجموعة,". عبست دينا و مرت به دون أن تنظرإليه و فكرت فى هذا كل يوم وهى في الصف: هل سيحدث الوشاح أيّ فرق؟ و ماذا ستقول عائلتها؟ وقد كانوا متحررين جداً. لم تلبسه قط إلا في الصلاة.
و لكن عندما خرجت من الجامعة و سمعت بعض البنين يصفرون ورائها, أخذت عزمها. ضجرت من سلوكهم وعزمت على أن تفعل ما تستطيع لكي تعطيهم الفكرة أنها ليست سعيدة بسلوكهم غير المرغوب. ففي الطريق الي البيت, قبل أن تبدل ارادتها, ذهبت إلي السوق الوشاحات و اشترت كم من الوشاحات و الشالات, اشترت أكثر لكي يجبرها المبلغ الذي صرفته على أن تلبسها.
عندما أتت إلي سيارتها, أخرجت إحدى الشالات و لبستها. بعد ذلك, ذهبت إلي البيت و لحسن الحظ, لم يكن أحد من عائلتها موجود في البيت, لم تعرف دينا ماذا ستقول لهم إن سألوها عن حجابها و لم تعرف بماذا ستجيب أخواتها فى اليوم التالي عندما يرونها في الحجاب و الملابس الإسلامية؟ كل أخواتها كنّ أصغر منها وأرادت أن تكون مثالا جيدا لهن: لم ترد لهن أن يمضين فيما مضت به دينا.
هل سيتبعن خطواتها و يبدأن فى لبس الحجاب أم سيهزأن بها؟ الوقت سيظهر هذا و لكنها شعرت بالسلامة و الفرح الذي لم تشعر به أبدا في حياتها. و دعت الله أن يفهم سامر و الآخرين الرسالة أنها محجبة و يجب أن يعاملونها بإحترام.
فى اليوم التالي, عجب أبويها و أخواتها بحجابها. سألت أمها "هل ستذهبين إلي الجامعة هكذا ؟".
أجابت دينا" هو جميل, أليس كذلك؟". "إنه موضة جديدة." وقد فكرت فى جوابها هذا الليل كاملا و رجت أن يؤَثِر.
سألت أختها "والله؟", "لم أرى كثيرات تلبسه."
"يجب أن ترى المجلة الجديدة, رانيا كانت تلبسه في المسرحية."
"نعم وهي تبدو جميلة و لكنه كان للدور فقط."
"حسنا, كل البنات تردن أن تكن مثلها."
قالت أختها الأصغر "أريد واحدا أنا أيضا, اخضر مثلها!", "هل ستأخذينني إلي السوق اليوم؟"
حضنتها دينا "موافقة!", فرحانة بأنها توافقت معها. "بعد الجامعة, إن شاء الله!" ثم أخذت حقيبتها و بدأت الذهاب إلي الجامعة.و قالت في نفسها أرجو خيرا!
***
"كنت أفكر كيف ستبدين في الحجاب" , قال سامر عندما رآها في الجامعة. "هل هذا تغيرادائما؟"
قالت دينا " إن شاء الله,".
هزت دينا كتفيها "كيف ستحصلين على عمل ؟" و هى لا تبدو سعيدة.
. بقية اليوم كان أفضل, لم تسأل كثير من زميلاتها عن حجابها لأن بعض من البنات في صفها لبسن الوشاحات و الحجاب. و عندما حكت دينا مشكلتها فهمت صديقاتها و لو ان بعض منهن حاول أن يبدل ارادتها. في نهاية اليوم,نظر بعض الأشخاص إليها نظرات غيراعتيادية و لكن لم يصفر لها أحد و لم يصح ورائها أحد. سامر أيضا لم يزعجها و رغم ذلك ظهر كأنه يفكر.
عندما قابلتها هدى في موقف السيارات قالت "أحب حجابك,". "شكله جميل عليك!"
ابتسمت دينا وقالت. "شكرا!" "إنه يجعلني أشعر وكأنني شخصا جديدا. أشعرأنني أصبحت إنسانةً حرة و لست شيئا في واجهة عرض للبضائع!"
في الأيام التالية رأت دينا أن معاملة البنون معها كانت باحترام. بعض منهم سألوا عنها, لماذا بدأت تلبس الحجاب و لكن لم يزعجها أحد, كذلك عرفت من بعض الزميلات المحجبات أن الحجاب لا يؤَثِرفى الحصول على فرصة عمل و كثير من النساء المحجبات يعملن في الشركات التي قدّمت دينا طلب وظيفة فيها. فحجابها لن يؤثر على مهنتها إن شاء الله. و فوق ذلك, عائلتها أيضا تركتها تلبس ما تشاء, و حياتها أصبحت سهلة جدا والحمد لله!